التصنيفات
مقالات الضيوف

علم_نفس_البيزنس

يا ترى لو حدّ كلّمك كلام حادّ – هتزعل الزعل العادي – بتاع الشخص العادي ؟!

كتير باعمل بلوكّ لناس – فيدخلوا يبعتوا لي رسالة من أكونت تاني

لكن الملاحظ بالنسبة لي من فترة كبيرة – إنّ أكتر رسائل حادّة بتجي لي – لمّا بشوف الأكونت بتاعهم – بلاقيهم ( أصحاب مصانع ) !!

دي مشكلة نفسيّة عند أصحاب المصانع – إنّ بعضهم بتكون #الأنا عنده عالية جدّا

بيكون معتبر نفسه من شريحة تانية – ولازم يتعامل معاملة خاصّة !!

شدّيت مرّة في الرسايل مع واحد كان كتب عنّي بوست صعب جدّا – فلقيته بيقول لي طيّب أنا فلان اللي اتّفقت معاك على دراسة من أسبوع وحوّلت الدفعة المقدّمة – لو سمحت إلغي الدراسة

فقلت له وهو كذلك

رجع بعدها على طول قال لي ما تلغيش الدراسة ولا حاجة – ولمّا تجي لي المصنع زيارة لازم أغرّمك

قلت له تغرّمني بتاعة الفلّاحين ؟!

قال لي أيوه

قلت له موافق

أغرّمك في الفلّاحين يعني أعزمك – بنعتبر إنّك لمّا بتعزم حدّ إنّه هوّا كده اللي غرم الجميلة – مش انتا اللي غرمت العزومة

وبالفعل استكملنا الدراسة – وناقشناها – وغرّمني يوميها كباب وكفتة – هههههههه

لكن الشاهد – إنّنا لمّا اتكلّمنا عن الموضوع دا تاني – قال لي أنا كنت حادّ معاك جدّا – لإنّي حسّيت إنّي #أكبر_من_إنّ_حدّ_يعمل_لي_بلوكّ !!

النهارده عملت بلوكّ لحدّ – لقيته بيكلّمني على الواتس بيقول لي أنا كنت عامل استشارة معاك قبل كده – وكنت متأخّر في تحويل أتعابها

أنا حوّلت لك الأتعاب رصيد موبايل دلوقتي – وهاعمل لك بلوكّ على الواتس – وعلى قناة اليوتيوب !!

طيّب ع العموم لو كنت حضرتك بتتابع الصفحة من أكونت تاني – فالأتعاب وصلت ناقصة – هههههههه

الموضوع دا متكرّر – إنّه دايما لو البلوكّ راح لصاحب مصنع – بيكون ردّ الفعل بتاعه مبالغ فيه جدّا !!

عشان كده باكتب البوست دا تحذير لأصحاب المصانع من النقطة دي – إنّ الشعور دا هيتسلّل لنفسك بالتدريج وانتا مش واخد بالك – وفجأة هتلاقي نفسك بتتعامل معاملة فوق البشر !!

في الجيش – كان فيه تحيّة بيأدّوها عساكر التشريفة للظابط وهوّا داخل الوحدة

بيكونوا قاعدين على كراسي تحت مظلّة من الخشب – أرضيّتها خشب

ولمّا الظابط بيعدّي عليهم – بيقفوا انتباه – وبيقوموا رازعين كعوب البنادق في الأرضيّة الخشب

فتسمع صوت أجزاء السلاح مع صوت الخشب مع وقوف الناس ليك انتباه – تحسّ إنّك سكرت من العظمة

فكنت بادخل على العساكر أقول لهم ما حدّش يعمل لي أمّ التحيّة دي

وكنت بسبّق وامدّ إيدي أسلّم على العسكريّ قبل ما يرفعها بالتحيّة

وما افتكرش أبدا إنّ عسكريّ أدّى ليّا التحيّة وما ردّيتهاش

وكنت باحتقر أيّ ظابط يفوت على عسكري العسكريّ يرفع له إيده بالتحيّة وهوّا يمرّ عليه ولا يلتفت ليه ولا يردّ له التحيّة !!

فيه ناس بيوصلوا لإنّهم ما يبقوش شايفين الناس خلاص من كتر ما سكر بالعظمة !!!

العظمة دي بتتسرّب لنفسك كإنسان بالتدريج المملّ – وانتا ضعيف – بسهولة جدّا الشيطان يخيّل لك في نفسك ما لا ترقى إليه ككائن يحمل البراز والبول في بطنه طوال الوقت

ومع إنّه طول عمره بيدخل الحمّام يطلّعهم من بطنه – إلّا إنّه ما بيفتكرش إنّهم موجودين في بطنه طول الوقت – أمّال همّا طالعين منين حضرتك ؟!! وكانوا فين من ساعة ؟!!

الكائن الضعيف ده – نتيجة لتراكم مظاهر التعظيم عليه – بينسى فعلا قدّ إيه هوّا ضعيف – وبيصدّق نفسه – وبيصدّق إنّه عظيم !!!

دخل رجل ( وكان لا يعرف الرسول صلّى الله عليه وسلّم ) – على الرسول صلّى الله عليه وسلّم – وكان جالسا بين أصحابه

فقال لهم الرجل ( أيّكم محمّد ؟ ) !!

يعني الرسول صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه لم يكن مميّزا !!

بل إنّه صلّى الله عليه وسلّم قال

من أحبَّ أن يتمثَّلَ له النَّاسُ قيامًا ، فليتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ

يعني اللي يحبّ وهوّا داخل مكتبه – فالأمن يقف له – والسكرتارية تقف له – لحدّ ما يفتح باب مكتبه ويدخل – لو بتحبّ كده – فاحذر

فانتا كصاحب مصنع – هيحصل لك كده – هتلاقي الناس بتعظّمك – فبتصدّق نفسك !!

بل إنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم نهى عن مجرّد لبس الشهرة

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

مَن لَبِسَ ثوبَ شُهرةٍ في الدُّنيا، ألْبَسَهُ اللهُ ثوبَ مَذلَّةٍ يومَ القيامةِ

يعني مجرّد إنّك تلبس لبس مميّز ما حدّش بيلبسه غيرك – فدا ذنب عظيم !!

وكنت أيّام الكاراتيه باتجنّب أطلع ببدلة الكاراتيه برّا النادي عشان الحديث ده

بل إنّه فيه حثّ للمسلم على لبس الثياب المتواضعة التي لا يتبيّن منها المستوى المادّي لصاحبها

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا

فمجرّد إنّك بتنزل درجة في اللبس بتاعك – فتبقى لابس زيّ عامّة الشعب – حفاظا على مشاعر الناس – وحفاظا على قلبك من الفتنة والاغترار – فدا له ثواب عظيم

المقال دا لحضرتك كصاحب مصنع – راجع قلبك – واتأكّد إنّه ما زال سليم من الاتّجاه ده

إسأل نفسك – يا ترى لو حدّ كلّمك كلام حادّ – هتزعل الزعل العادي – بتاع الشخص العادي ؟!

ولّا هتزعل الزعل بتاع واحد بيه ابن بيه ؟! صاحب مصنع وعنده استثمارات ؟! وعنده براز في بطنه ؟!

المصدر