التصنيفات
مقالات الضيوف

طبيعة الحياة هي الانتهاء

ترك الطمع والرغبة في استبقاء ما لا يبقى

قديما كنت أعتصر جهدي عصرا لأطيل المجلس مع من أحب؛
فأقاوم النوم والاجهاد رغبة في اغتنام لحظات الصفاء وعدم فوتها.

مع الوقت تعلمت أن أترك الطمع والرغبة في استبقاء ما لا يبقى.
فطبيعة الحياة الانتهاء والانقضاء والفوت،
فمحاولة استبقائها مصادمة لحقيقتها لا تصيبك بعد فترة إلا بالشعور بالنقصان والفقد.

ولعل ذلك أحد معاني حديث
“أحبب من شئت فإنك مفارقه”
لا بمعنى أن تزهد في حبه لفوته، بل أن تغنم الحاضر فتحبه وتوطن نفسك على عدم بقائه فتحبه كما هو ..بصفته الفانية المنقضية.

مع الوقت صرت إن لمحت التعب في عين جليسي أنهضته رغم شوقي وشوقه لبقاء المجلس.
ربما تحدثني نفسي بأن هذا اللقاء ربما لا يتكرر لسنوات – لظروف سفره مثلا- فأقول لها: حسبي قليل ينقضي عن شوق تبقى حلاوته في القلب.

لم أعد أحب حبس الحاضر وقل خوفي من فوت المستقبل،
فما كان لي سيصلني، وما فاتني فما كان لي.

المصدر