– بعد الحرب العالمية الثانية وبعد أن تصدرت أمريكا المشهد كقوة عظمى وتحديداً عام 1944 .. تم عقد اتفاقية Bretton Woods الإقتصادية .. والتي تم فيها اعتماد الدولار كعملة عالمية للتجارة مقابل تعهد كامل من الولايات المتحدة أنها لن تطبع أي دولارات إلا بغطاء من الذهب وأنه في أي وقت من يريد تبديل ما يملكه من دولارت إلى ذهب تتعهد أمريكا له بالمبادلة .. وتم تثبيت السعر 35 دولار لكل أوقية من الذهب .. يعني سلمنا 35 دولار باليمين تاخد أوقية دهب بالشمال .
– على هذا الأساس تم اعتماد الدولار كعملة صعبة وبدأت الدول بتحديد سعر صرف لعملتها بالنسبة للدولار واثقين في أن أمريكا ضامنة للغطاء الذهبي .. هكذا بدأت الدول في السباق في تخزين العملة الصعبة لاستخدامها في التبادل التجاري.
– في البداية كانت الإتفاقية جيدة لأمريكا .. خاصة وأن دول مثل اليابان وألمانيا تبدأ في بناء بلادها من جديد بعد الهزيمة وتعتمد على أمريكا في شراء الكثير من المنتجات والماكينات والسيارات وخلافه .. لكن بعد أن تعافت اليابان وألمانيا وبدأت في النهوض الإقتصادي مع دول أخرى سواء شاركت أم لم تشارك في الحرب بدأ نصيب الولايات المتحدة من الإقتصاد العالمي في الإنخفاض .. من 35 % إلى 27% في أواخر الستينات.. خاصة أن أمريكا ورطت نفسها في حرب فيتنام التي أثرت عليها كثيراً إقتصادياً.
– هكذا خرج نيكسون في أواخر 1971 في خطاب للعالم ملخصه .. أمكم في العشة ولا طارت !
– تملص نيكسون من معاهدة بريتون وودز وقال أن أمريكا غير ملتزمة بتبديل الدولارات التي تمتلكها دول العالم في بنوكها إلى ذهب .. كما أن أمريكا قررت تعويم #الدولار لتتحدد قيمته تبعاُ للمضاربة والعرض والطلب.
– وطبعاً لأن الدول لن تستطيع مواجهة حقيقة أن كل الدولارات التي تمتلكها الأن أصبحت مجرد ورق تحدد أمريكا قيمته .. وأن العالم لم يعد مستعداُ لحرب عالمية ثالثة .. ولأن ذكرى هيروشيما ونجازاكي مازالت حاضرة في عقول هذه الدول فرضت أمريكا بلطجتها الإقتصادية على السوق العالمي.
– لو قررت مصر طباعة كميات إضافية من الجنيه فهي من سيتحمل ضرر التضخم .. في حين أن ضرر طباعة أمريكا مزيداً من الدولارات يتحمله العالم عنها !
– تخيل أن أمريكا يمكنها طباعة كمية من الورق وتقوم بها بشراء أي منتجات أو ماكينات أو بترول من أي دولة في العالم ! .. #مسخرة
– ما حدث هو أن أمريكا ربطت اقتصادها بالإقتصاد العالمي .. إن سقط الإقتصاد الأمريكي سيسقط الإقتصاد العالمي بالتبعية وفي نفس اللحظة .. نحن جميعا نعمل لدى السيد الأمريكي نحقق رفاهيته بينما هو يسومنا سوء الرق والفقر .