ماذا تعرف عن روح خوانيتو.. وهي هل روح خوانيتو أم تكتيك خوانيتو؟ أيّهما أدق؟
عبثًا يظن كثيرون من متابعي كرة القدم الأوروبية عامة، ومشجعي ريال مدريد الإسباني خاصة، أن عبارة “روح خوانيتو”، التي كثيرًا ما ترددها جماهير النادي الملكي في كل موقف يتطلب عودة شديدة الصعوبة – أحيانًا غير منطقية – في النتيجة، هي مجرد خرافة، أو محاولة لاستحضار روح أحد نجوم الماضي، أو استدعاء لكثير من اللحظات التي نجحت خلالها أجيال الفريق المتعاقبة في تحقيق ما كان يُظن أنه مستحيل.
لكن “روح خوانيتو” في الحقيقة ليست مجرد أسطورة عاطفية، بل تكتيك غير مكتوب، استلهم النجم الإسباني خوانيتو مبدَأه الأساسي من القصة التي سمعها في “سانتياجو برنابيو” عن رد فعل نجم ريال مدريد خوسيه أنطونيو كاماتشو، الذي خرج من ملعب ديربي كاونتي الإنجليزي بعد هزيمة الفريق الملكي بنتيجة (1 – 4) في كأس أوروبا بموسم 1975 – 1976، وهو يغني: “سنفوز 6 – 0، سنفعل ذلك”، وبالفعل فاز ريال مدريد (5 – 1) إيابًا.
وصايا خوانيتو الـ10 للعودة العظيمة أو DECÁLOGO ‘JUANITO’ PARA GRANDES REMONTADAS – التي يُعتقد أنها كُتبت قبل مباراة إياب ربع نهائي كأس أوروبا بموسم 1979 – 1980، حينما عاد ريال مدريد من التأخر أمام سيلتيك الاسكتلندي (0 – 2) ليفوز بنتيجة (3 – 0) – هي:
– ابدأ الحديث عن تدمير الخصم في مباراة الإياب بمجرد صعودك إلى الحافلة بعد نهاية مباراة الذهاب.
– ذكِّر الجميع كل يوم بأنك ستفوز، واكتب ذلك على جدران غرفة الملابس.
– أرهب الخصم قبل المباراة من خلال التحديق في عيون لاعبيه، لتجعلهم يظنون أنك قد تفعل أي شيء.
– إذا فزت بقرعة البداية، فاختر تنفيذ الركلة الافتتاحية لتكون أول من يلمس الكرة.
– توجّه فورًا إلى منطقة جزاء الخصم، واصنع فرصة تُشعل حماس الجماهير.
– ارتكب أول خطأ في المباراة، واجعله قاسيًا.
– سدّد أول كرة في اللقاء، واجعل صوتها مدويًا.
– عُد إلى الملعب مبكرًا بعد الاستراحة، حتى يصل الخصم فيراك مستعدًا.
– لا تدع الخصم يدخل نصف ملعبك.
– حافظ على أقصى درجات الحدة، وسط جمهور مندمج بالكامل في الأجواء.
ومع مرور الأيام، والرحيل القاسي لخوانيتو في حادث سير عام 1992، وتحوّله إلى أسطورة لا تزال جماهير ريال مدريد تتذكره في الدقيقة السابعة من كل مباراة على ملعب “سانتياجو برنابيو” بأهازيج تُخلّد اسمه وذكراه، وتعاقب انتصارات ريال مدريد شبه المستحيلة في كل مرة يُذكر فيها اسم خوانيتو… تحوّلت “وصايا خوانيتو” إلى “روح خوانيتو”.
هذه الروح، التي قد تكون حاسمة في كثير من الأحيان، قد تكون بلا فائدة في أحيان أخرى، وقد اختبر خوانيتو نفسه هذه الاحباطات في مواقف عدة.
ففي موسم 1978 – 1979، فاز ريال مدريد على جراسهوبرز السويسري (3 – 1) ذهابًا، ثم خسر (2 – 0) إيابًا ليودّع البطولة الأوروبية من الدور الثاني.
بل حتى بعد “النصر العظيم” الذي سبق ذكره أمام سيلتيك في ربع النهائي، فاز ريال مدريد على هامبورج الألماني (2 – 0) في ذهاب نصف النهائي، ثم خسر (1 – 5) إيابًا، ليغادر البطولة من الباب ذاته.
الشعراء لا يفوزون في كرة القدم