التصنيفات
مقالات الضيوف

درجة أعلي من النضج

النهاية لمن ينجو

استغرق الأمر سنوات طويلة حتى نفهم أن
الدنيا ليست أبدا مثل أفلام الكارتون،
الناس ليسوا أشرارا وطيبين،
وليسوا ملونين أبيض وأسود..

نفس الشخص المجرم مرتكب الموبقات ستجد له عمل خير هنا أو كلمة طيبة هناك
والراقصة قد تتكسب المال من حرام ثم تحسن ببعضه على فقير أو مسكين ..

اقترب أكثر ..
والدك الرجل الطيب الذي تتمنى لو أن كل الناس مثله له أيضا أخطاء ومعاصى وربما يكون ظالما فلان أو علان .. لأنه بشر
وأمك السيدة النقية لابد لها من معصية هنا وزلة هناك .. لأنها بشر
زوجك ليس شيطانا رجيما لأنه أغضبك،
وزوجتك ليست شر الناس لأنها قصرت فى حقك ،
كل له مميزات وله عيوب .. ولابد

السذاجة وعدم النضج تظهر جلية عند صدمتنا من أن فلان أخطأ ،
أو أن فلان وقع فى زلة لا نتوقعها

انتشر ذات يوم خبر عن مخالفة إدارية لأستاذ جامعى يشهد الجميع بحسن خلقه وبأعماله الطيبة وتواضعه الجم، انتشرت البوستات المستنكرة لاتهامه، وتعجبت .. ما العلاقة أصلا ..
الرجل المواظب على الصلاة قد يغش وقد يسرق وقد يزنى..
وكان من بين الصحابة من ضعف أمام الزنى أو السرقة، ومنهم من جلد فى الخمر ، وهم صحابة .. ، ولا بأس

مديرك السيء قد يكون رقيقا مع أطفاله،
وهذا اللص قد يكون فى قلبه رحمة ببعض الضعفاء ..
الناس ليسوا أبيض لا يخطئ ، وأسود لا يأتى من وراءه أى خير ،
الناس درجات من الرمادى، يختلط فيه الخير والشر .
ليس كل الخير سواء ، وليس كل الشر سواء

أن تعى هذه الحقيقة أن الناس رماديون فهذه درجة من النضج،
وأعلى منها أن ترى الأبيض والأسود فى نفس الوقت فى نفس الشخص ، وألا تشغل نفسك كثيرا بالحكم على الناس وتصنيفهم ..
صدقنى الأمر صعب وأنت بشر ، والله غفور رحيم، وأيضا شديد العقاب .. والفوز فى النهاية لمن ينجو

المصدر