هل كل شاب لديه نقص في أخلاقه نشأ في بيئة تحثه وتعلمه حسن الخلق لكنه هو الذي رفضها بإرادته؟ ..
هل كل فتاة لا ترتدي الحجاب نشأت في بيئة تحثها وتعلمها ارتداء الحجاب الصحيح لكنها هي التي رفضت الحجاب من نفسها وخلعته؟
هل كل شخص عنده نقص في دينه نشأ في بيئة كانت تشجعه على عكس ذلك لكن هو الذي خالف بإرادته واختار هذا النقص؟!
الواقع يقول لا.. بل إن الغالب – وليس الكل طبعاً – أن سوء الخلق ونقص الدين ناتج عن بيئة سيئة نشأ فيها الإنسان واعتاد على هذا السوء والنقص فيها فأصبح صعبا عليه الالتزام بغيره.
ولهذا الهم الأكبر عند المصلحين هو توفير بيئة صالحة للجميع.. حتى ينتج عنها مجتمع صالح.
لذلك عندما تجد شخص لديه نقص في دينه أو أخلاقه ناتجة عن بيئة سيئة في الأساس.. يجب ان تكون رفيقاً به.. وتعلم أن هذا من ابتلائاته الخاصة في الدنيا.. وتسعى لإصلاحه برفق ولين ولا تتكبر عليه فيما ابتلاه الله ولم يبتليك!
ومن الخسة وقلة المرؤة .. أنك عندما تجد هذا الشخص يقوم بعمل عظيم لنصرة الدين والأخلاق.. عمل أنت نفسك لم تجرؤ عليه.. أن تحاول إسقاطه بما عنده من نقص!
تذكر الغانية التي دخلت الجنة في كلب..
هذه الغانية نشأت من صغرها في بيئة تشجعها على الفسق..
لكنها عندما وجدت نفسها حرة في موقف يمكن ان تختار فيه راحتها..
اختارت أن تتعب نفسها رحمة بكلب..
فجزاها الله على ما تملكه وغفر لها ما لا تملكه
خاف على نفسك..
أنت يا من نشأت في بيئة تشجعك على نصرة الحق..
وإذا بك اليوم تقف ضد من ينصروه وتهادن الظلمة بدعوى الحكمة!
وتظن أن الحق يقاس بطول اللحى!