يا باشا انتا مش فاهم
الخلاف مش على تحريم الربا
كلّ العلماء محرّمين الربا قولا واحدا
الخلاف هو على ( المعاملة الفلانيّة دي ربا ولّا مش ربا أصلا )
فالشيوخ بتتعرض عليهم المعاملة الفلانيّة
يلاقوها مش ربا
فيقولوا إنّها حلال
فالشيوخ اللي بتقول إنّ البنوك حلال – ما بيقولوش الربا حلال
همّا بيقولوا إنّ معاملات البنوك مش ربا أصلا – فتبقى مش حرام
خلاص ؟!
حضرتك خلّصت كلامك ؟!
طيّب
اللي حضرتك بتقوله صحيح
لكن اللي بيحصل مع الشيوخ دول
إنّهم بيتعرض عليهم تصوّر ( غير حقيقيّ ) عن معاملات البنك
فبيحكموا على التصوّر ده
حاجة كده زيّ ما واحد يكون بيتاجر في الخمور
فياخد قزازة عصير قصب – ويروح بيه للشيخ يقول له دا حلال ولّا حرام
فالشيخ يقول له حلال
فيرجع يكتب يافطة على محلّ الخمور بتاعه إنّ الشيخ الفلانيّ حلّل منتجاتي !!
الشيخ بيتعرض عليه معاملة من معاملات البنك – لكنّها بتتوصف له بوصف غير حقيقتها
زيّ إنّهم يقولوا له مثلا – البنك بيدخل شريك مع العميل – هل ده حلال ولّا حرام
فيقول حلال طبعا
وهوّا الشيخ ساذج عشان يتعمل معاه كده ؟!
الشيخ ماله يا فندم – هل الشيخ هيروح يدرس اقتصاد ويشتغل في بنك عشان يفهم طبيعة المعاملة من جوّا البنك بتحصل ازّاي
هوّا بتتعرض عليه حالة – فبيحكم على أساس اللي اتقال له فقط
لكن اللي بيحصل في الحقيقة غير اللي اتقال له
إحنا اللي عارفين إيه اللي بيحصل في الحقيقة – وعارفين ده من ناس بتتعامل مع البنوك – ومن ناس كانت شغّالة موظّفين في بنوك وسابتها
لكن الشيخ مستحيل يعر
يا فندم أؤكّد لك إنّ فيه ناس شغّالين جوّا البنوك أصلا – ومش مدركين أساسا كلّ عمليّات البنك بتحصل ازّاي
فالشيخ بيتقال له – البنك بيدخل شريك – فيقول حلال
لكن – في الحقيقة – هل البنك بيدخل شريك ؟!!!
لأ طبعا
يعني لو العميل خسر – البنك هيخسر معاه ؟!!!
آه – ما احنا فاتحين الوفاء والأمل هنا
وبعدين فيه شريك بياخد ضمانة على شريكه ؟!!
طيّب لمّا انا كمستثمر مشارك البنك – فين الضمانة اللي انا واخدها على البنك ؟!!!
ولّا هوّا شريك بشرطة يعني فمن حقّه ياخد عليّا ضمانة – وانا مش من حقّي آخد عليه ضمانة
الشيخ بيتقال له – البنك بيشتري العربيّة من المعرض كاش – ويبيعها لي قسط – ده حلال ولّا حرام ؟
فيقول حلال طبع
لكن الحقيقة مش كده
الحقيقة إنّ البنك بيدفع ثمن العربيّة أو الشقّة – أو الماكينة لو انتا مصنع – بيدفع الثمن بدلا منك – ويحمّلك بالثمن ده في صورة قرض – وبعدين يحمّل القرض ده بالربا – ويقسمه على 60 شهر – وانتا تدفع قسط القرض بالربا بتاعه – مش قسط العربيّة
والبنك لمّا بيعمل لك حظر بيع على العربيّة – فالحقيقة إنّه بيعمل كده لإنّ العربيّة أصبحت ( ضمانة القرض ) اللي انتا واخده من البنك
لكن التاجر اللي باع العربيّة باعها خلاص وقبض الثمن كاش من البنك في أوّل يوم
تخيّل حضرتك ظابط مباحث قبض على حرامي – وبعدين قام ممشّيه من القسم
مشّيته ليه يا حضرة الظابط – فيقول لك أصله قال لي إنّه والله ما سرقش حاجة !!!
طيّب وده كلام ؟!
ما ينفعش طبعا
آهو اللي ما ينفعش ده – هوّا اللي بيحصل لمّا يقول لك الشيخ الفلانيّ حلّل البنوك
إنّهم قالوا له والله احنا بنشارك المستثمر – فقال لهم خلاص يبقى حلال
الشيخ الفلانيّ اتوصف له وصف مخالف للواقع
فأفتى بناءا على الوصف المخالف للواقع د
كلّ الخيالات اللي بتتقال عن البنوك – إنّه أصل البنوك بتساهم في شركات – أو البنوك بتدخل في شراكات مع المستثمرين والكلام ده – كلّها خيالات
البنوك ممنوع عليها تتملّك أصول أو تدخل في شراكات
حتّى لمّا تفوت على عقار وتلاقيه مكتوب عليه
( هذا العقار ملك بنك كذا )
العقار ده صاحبه بيكون واخد قرض بضمانة العقار – وتعسّر في السداد – فالبنك بيضع إيده على العقار باعتباره ضمانة القرض – وبيعرضه للبيع في مزاد
وبيقوم معلّق لك يافطة إنّ الشركة الفلانيّة أو المصنع الفلانيّ أو العمارة الفلانيّة ملك البنك الفلانيّ
فالناس تفوت وتقول لك ما البنك بيتملّك مصانع اهو
البنك لو بيتملّك المصنع ما كان يفتحه ويديره يا فندم !!!
بيقول لك أصل البنك بيدخل شريك في شركات
البنوك المصريّة ضاخّة قروض وتسهيلات في السوق المصريّ بقيمة 4 تريليون جنيه
يعني 4 مليون مليون جنيه
هنفترض إنّ البنوك دي داخلة في كلّ مشروع ب 2 مليون جنيه
يبقى المفروض البنوك دي داخلة في 2 مليون مشروع
فين المشاريع دي ؟!!!
الحقيقة ما فيش – الحقيقة إنّ البنوك بتعطي قروض وتسهيلات – لكنّها ما بتدخلش في شراكات
في الآخر يطلّع لك قايمة بإنّ البنك الفلانيّ يملك حصّة مش عارف كام في الميّه من مطحن دقيق مش عارف إيه
اللي هيّا شراكات في مؤسّسات حكوميّة عملاقة معروف إنّها شغّالة بشكل مستقرّ جدّا
زيّ إنّ البنوك تشارك جهة زيّ هيئة المجتمعات العمرانيّة مثلا – فدي جهات مش هتخسر
مطحن الدقيق اللي البنك بيتملّك حصّة من أسهمه ده – بيدخل القمح من ناحية يطلع دقيق من الناحية التانية يتباع للمخابز الحكوميّة من الناحية التالتة – بعقود بقالها سنين شغّالة – وهتفضل شغّالة حتّى لو فيه حرب في البلد
هيّا الناس بتبطّل تاكل عيش في الحروب ؟!!!
فالبنك اللي داخل بشراكة هنا بيبقى بسّ بيعدّ فلوس – لكنّها مش شراكة بالمعنى المفهوم على المكسب والخسارة
وبتكون في نطاق ضيّق جدّا من نطاق أنشطة البنك – أعتقد بما لا يتجاوز 10 % من نشاط البنك
فدي بتتطبّق مع الجهات أو الشركات العملاقة – زيّ الجهات الحكوميّة أو المطاحن أو شركات البترول إلخّ
لكن ما بتتطّبقش الشراكات دي على أيّ مشروع عادي
لكن الكلام ده بيتبروز بشكل واضح في تقريرات البنوك إنّنا مشاركين ف شركة مطاحن مش عارف إيه – عشان ينتشر بين الناس فكرة إنّ البنوك داخلة في شراكات مع شركات – وده مش حقيقيّ
البنوك داخلة في شراكات مع قطاعات حكوميّة كبيرة ومستقرّة
أو البنوك بتسلّف الحكومة وضامنة استرداد فلوسها
لكن أي مشروع عادي فعلاقة البنك معاه إنه ( بيقرضه ) فقط . ما فيش شراكة معاه
لكن هيّا ما بتتقالش كده – بتتقال إنّ البنوك داخلة في شراكات !! عشان يدعّموا الفكرة اللي بيحاولوا ينشروها من إنّ البنوك بتشارك المستثمرين مش بتقرضهم – فيبقى حلال !!!
بينما الحقيقة إنّ البنوك جهات اقتراض وإقراض فقط
بتاخد فلوس من المودعين بفايدة قليلة – وتقرضها للمقترضين بفايدة كبيرة – وبتعيش من فرق الفايدتين