التصنيفات
المدونة

الموعظة في موت طلبة الجامعة، منشور البالطو

الأسئلة الغلط و الإجابات الغلط

صديق شارك المنشور الشهير بتاع الموعظة في موت طلبة الجامعة، منشور البالطو، وانتقد كلام صاحبه.

في التعليقات، 100% من المعترضين على النقد، المؤيدين لمنطق المنشور، وهم كُثر، مصممين إن المشكلة في الكراهية لـ/التحسس من/التحفظ على الوعظ بشكل عام، ومن المسار ده دخلوا نقاش طرشان وبدأوا يسألوا الأسئلة الغلط ويستنتجوا الإجابات الغلط، بينما الغلط التأسيسي في المنشور واضح ومش محتاج أكتر من إنك تقرأه عشان تدرك إن صاحب المنشور، ابتداءًا، لا يملك الحق في الافتراض بإن صاحب البالطو أو أي من زملائه، الشهداء بإذن الله، كانوا مفرطين في دينهم، لكنه افترضها جدعنة منه عشان الحكمة تكمل، لأن شهوة الكلام والفتي تحكم، ولأننا بقينا ننظر لكل شيء نظرة مصلحة شهوانية مقززة تقلب البطن وتغم النفس، من باب الحمدلله مش أنا، وبندور على نشوة المزايدة الأخلاقية حتى على شباب قتله الإهمال، في حين اللقطة ممكن تتكرر مع أي حد فيهم لا قدر الله، ولا سبيل لتجنبها إلا إنه كان يكتب صحيفة أعماله على البالطو وهو نازل، أو يجيب تلات شهود على إنه ماكانش مفرط في دينه ولا حاجة، ده أصلًا بغض النظر عن إن السعي في طلب العلم والرزق الحلال لا يتعارض مع أي حاجة من المذكورة في المنشور، والاختيار الأبله المحطوط فيه مش موجود أصلًا، والمفارقة إن الشيخ المنسوب له الكلام طبيب برضه، ممكن لا قدر الله يكون في نفس الموقف بدون دخل منه، بس ساعتها محدش حيقول البالطو ده بيدل على كذا أو كذا، لأنه شيخ مشهور والناس عارفة إنه مش مفرط ولا حاجة، بس الطلبة دول محدش يعرفهم ولا يقدروا يدافعوا عن نفسهم دلوقتي، فخلينا نفترض إنهم مفرطين احتياطي وننهش في جثثهم شوية وبعدين نبقى نشوف إحنا مين وبنقول إيه وليه.

كم الجنون والعته والخبال الديني في المنشور لا يوصف، شيء من وراء العقل، تتخيل للوهلة الأولى إن مفيش عاقل حيقرأه إلا وحيرفضه جملة وتفصيلًا، وحيطلع فيه مليون ثغرة وثغرة، بس في ناس قافلة دماغها وقاعدة بتسأل في عالم موازي إنتم إيه مشكلتكم مع الوعظ، والمشكلة مش في الوعظ فعلًا حتى لو كان في لحظة موت مأساوية، في الواقع الموت بحد ذاته لحظة وعظ، لكن ده مش وعظ أصلًا عشان حد يبقى عنده مشكلة معاه، ده مش حاجة أساسًا، ده قيح وصديد وقُرح ذهنية ونفسية ربنا الأعلم بعلاجها، وفي أسر دلوقتي بدل ما تحزن على عيالها حتلاقي نفسها مضطرة تتناقش مع ناس بتاكل لحمهم ميتين وبقت مضطرة تقدم ملف أدلة للأستاذ الواعظ وصحابه، اللي قاعدين على بعد مئات الكيلومترات وما يعرفوش أسامي عيالهم حتى، أو يتفرجوا على المشهد وهم ساكتين ويكظموا غيظهم.

مشهد بتكتمل خسته ونذالته، وبيتسق مع المشهد العام -وهي خسة ونذالة غير واعية على الأرجح، بقت طبيعة تانية بحكم الاعتياد- لما تدرك إن في حد شاف المنظر ده فكان هو ده كل تعليقه عليه، طب بالنسبة للإهمال؟ بالنسبة لأن حوادث الطرق والسرعة بقت زي صباح الخير في بلد تتباهى بأعظم كوبري وأكبر نجفة وأطول برج؟ هي الموعظة الوحيدة في المشهد المميت ده هي إنهم شكلهم كده كانوا مفرطين في دينهم عشان ما بيسمعوش الشيخ الدكتور حازم شومان؟ يا أخي دول ارتاحوا والله.

المصدر