فيه جملة قاريتها قبل كدة بتقول :
مش معني أنك قادر تتحمل الموضوع الفلاني أنك ملزم أنك تتحملة .. فالمعاناة مش قوة خارقة
.(( just because you can take it doesn’t mean you have to …
suffering isn’t a superpower ))
.. من طرق تمرير المعاناة لأي انسان تزويقها علي انها قوة و دليل علي الصلابة ! فنلاقي المدير الظالم بيخصم للموظفين ظلم و جبروت و بيعاملهم أحقر معاملة و نفس الوقت بيشجعهم علي تقبل الاوضاع المزرية ديه عشان هما اقويا و جدعان و بيحبوا شغلهم فحيتحملوا الوضع المؤقت ده … زوج مفتري بيهين مراته بس بيتفاخر انها عاقلة و بتقدر تستحمل القرف بتاعته … أم غير سوية بتمارس كل انواع الضغوط علي ابنها و شايفاه تعبان و حياته متبهدلة بس عندها قناعة انها كدة بتنشفه عشان يطلع راجل!
.. الشر و الكراهية و الظلم و كل الحاجات السودا ديه وجودها حتمي ، بس اسوء حاجة ممكن توقع علي الانسان بعد وقعه في حفرة السواد ديه أنه يجمل السواد ده .. أو يجمل معاناته معاه !! عشان يبقي المبرر أنه قوي و لازم يستحمل !! و لو اعترض او رفض المعاناة يبقي بيخون الأمانة مع الظالم او الأنتماء للمؤذي!!
(( لا مفر من الألم ، أما المعاناة فهي أمر اختياري ))
هاروكي موراكام
.. فالمعاناة عمرها ما حتكون قوة و نعمة لاي انسان ، إنما القوة الحقيقة أنه يقدر ميدخلش الدايرة ديه من الاساس ، يقدر يوقف الألم عند مجرد وجوده كألم ! .. فأن انسان يعاني يعني الألم أتمكن منه و صبغ كل ألوان حياته .. أتحول من كائن حر سوي لمذنب محبوس في عتمة العار و الخيبة ، مشلول بأمر الإحباط و جلد الذات ! .. فمفيش انسان بيعاني بيقدر يبدع ، يحب او يحلم ! فأيه قوة في المعاناة و الكبت و الوجع ؟! ايه القوة في انسان عاجز عن التواصل او التقدم في الحياة ..
و يبقي علي رأي الشاعر النمساوي راينر ريلكه لما كان بيوصف معاناته : (( .. بكيتُ
لعدم معرفتي كيفية مساعدة نفسي. ))
فأي شخص بيروج للمعاناة او بيزينها تحت اي لفظ حماسي براق هو انسان دكتاتور ظالم منحط و لو كان الانسان هو بشخصه بيعمل كدة مع نفسه !