الأمر مشابه إلى حد كبير للعلاقة بين امتلاك النقود وبين سهولة الحصول على المزيد منها. (امتلاك الكثير من النقود ابتداءً = سهولة أكثر في الحصول على المزيد منها).
بالمِثل، فمع تراكم وتنوع المعرفة – خطين تحت “تنوع”- يُصبح من السهل على الفرد تعلم المزيد، وبصورة أسرع. هذا الأمر لا ينطبق على المجالات المألوفة للفرد فحسب، وإنما على تلك غير المألوفة كذلك. في الحقيقة، أنا أقصد تحديدًا المجالات غير المألوفة.
ولكن كيف؟
بعد مرحلة معينة من مراكمة المعرفة، يبدأ الفرد تدريجياً في رؤية “الخطوط العريضة” للمعرفة البشرية بصورة موحدة.
يبدأ في رؤية الكُل الذي تنتظم بداخله كل التفاصيل.
أحد الأمور المثيرة للاهتمام بشأن هذا الكل هو أنه من الصعب وصفه في كلمات بصورة دقيقة، وذلك كونه أحد تلك الأشياء التي لا يدركها الفرد سوى “بتشرّبها” بصورة غير واعية.
بمجرد وصول الفرد لتلك المرحلة، وبغض النظر عن المجال الذي هو بصدده، فهو لن يحتاج أبدًا بعد ذلك للبداية من نقطة الصفر. هو دائمًا ما سيبدأ من عتبة مرتفعة، والتي ستستمر ارتفاعًا بمرور الوقت.
وهكذا، فالمزيد من التعلم يسهّل تعلم المزيد.