التصنيفات
المدونة

القَدَر والالم النفسي

طرح لطيف ونيته لطيفه جدا، ولكنه بيتجاهل جزء كبير

بقالي فترة بفكر في سؤال غريب!!

هو ليه سيدنا يوسف بعد كل اللي شافه، مؤامرة اخواته ورميه في البئر، وبيعه في مصر، واتهامه في شرفه، وسنين ضاعت من عمره في سجن، وبعده كل السنين دي عن بيته وأهله..

ليه بعد دا كله مجاش له صدمة ولا تروما زي ما بقوا يقولوا دلوقتي

واحد غيره شاف ربع اللي شافه في زماننا ده، كان عاش في المصحات وترومات وطفل داخلي مجروح وأدوية الاكتئاب وو

ولا إحنا اللي هشين نفسيا ولا إيه

لحد ما لقيت آخر قصته خلصت بـ إيه بقى..

“وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي”

بعد اللي شافه دا كله، بيقول وقد أحسن بي؟!

طب إزاي.. وفين؟؟

لحد ما وقفت عند ختام الآية

“إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ”

” وهنا الزيتونة بقى “

هو كان شايف في كل قدره دا لطف الله به، وأن مشيئته لا تخلو من لطف، إن أدركناه فقد أحسن، وإن لم ندركه فهو عليم حكيم

أعلم بما هو أنفع لنا وإن لم نبصر حكمته فهو حكيم

لو عرفنا وسلمنا بتسليم يوسف باللطف والعلم والحكمة

وإن أقدارنا هي صناعة الله لنا على عينه كما قال ل موسى

هنعرف نشوف ” وقد أحسن بي “

تعليق مهم جدا علي الطرح ده:

الطرح ده لطيف ونيته لطيفه جدا، ولكنه بيتجاهل جزء كبير وهو جزء “الالم” الي ممكن يسبب التروما عادي وممكن يسبب حاجات كتير تخلي الانسان يتصرف تصرفات بشريه تصعب عليه حياته، هل سيدنا يوسف مؤمن اكتر من سيدنا يعقوب ؟ مع ذلك لما سيدنا يعقوب ابنه غاب عنه بكى لغايه اما ابيضت عيناه ومبقاش يشوف بيها

الرسول كان بيحارب من اجل الله، والي كانوا بيأذوه كان بأمر الله، وكان مأذي منهم بشكل يخليه يدعي عليهم في صلاته طبقا لروايه البخاري، فالله انزل عليه “ليس لك من الامر شيء” ده ربنا ممكن يتوب عليهم عادي وكل الي عملوه قبل كده كأنه ولا حاجه

فالالم النفسي طبيعه بشريه، الرسول كان عنده عام الحزن، وكان بيتألم تألم شديد ، الايمان بالله بيولد الرضا وبيولد طمأنينه، مش شرط تكون هي الحاله السائده، لا ممكن التروما تبقى موجوده وموجعه والالم يكون موجود ولكن مع الرضا عادي، متألم وانا عارف ان ربنا الي بيعمله خير وانه لو احد اقداره فيها آلام انا حاسس بيها فا هي كويسه بالنسبه لي حتى لو انا مكنتش مبسوط بيها

حاسس كده يعني

المصدر

المزيد من التعليقات

صح، الانبياء والرُسل و الصالحين بيتألموا

زي ما سيدتنا مريم تمنت الموت وقالت (ياليتني مُت قبل هذا)

و قوله (انما اشكو بثي وحزني الي الله)

ده معناه انه تألم عادي و حزن حتي لو هو راضِ بقضاء ربنا ومستشعر لطفه

الحزن ميمنعش الرضا ، لكن عدم الرضا بيحول الشعور ل سخط و توهان الحكمه من القدر الي ربنا كاتبلنا فيه خير حتي لو معجبناش

وده يودينا ل سوره الكهف بردو

ان حتي سيدنا موسي مع الخضر تذمر واستعجل الحكمه


ده أمر وده أمر، سيدنا يوسُف أكيد تألم لكن هو استشعر لطف الله في تدبير كل أموره، والآية دي جت في النهاية وبعد تمكينه التام، إنما رحلة سيدنا يعقوب الله عز وجل ركز على ألمه، وفي الحالتين الرابط بين الاثنين “معرفة الله عز وجل”

لأن سيدنا يعقوب كان بيقولهم “إني أعلم من الله ما لا تعلمون” وكذلك سيدنا يوسُف اللي قال “إن ربي لطيف لما يشاء” فالألم اللي صاحب الابتلاء خط، ومعرفة الله بأسماءه وصفاته واليقين فيه واستشعار معيته طول القصة ده خط وهما متوازيان غير متقاطعان.


كلامك مظبوط والألم جزء من المعاناة اللى لازم تعدى بيها وبتساعد على النضج كمان

لكن إلى بيحصل دلوقتى واعتقد هو مقصد البوست ان الناس بتوقف حياتها على انها traumatized وان محدش حاسس بيها .. الناس معظمها لا يتوكل على الله حق التوكل وبيبقى مستنى الناس هى اللى تطلعه من اللى هو فيه ولما بيخيب ظنه فيهم لو محدش ساعده بيفضل محبط وناقم على كل اللى حواليه

السيدة خديجة ماتت بعد موت ابو طالب فى عام الحزن فى شهر رمضان … تزوج النبى فى شوال .. هل معنى ذلك انه لم يحزن على خديجة !؟ بلعكس طبعا بل ظل يذكرها لأخر أيامه ويكرم اصدقائها لكن الأنبياء بتسطر معنى عظيم فى تقبل الصدمات الشديدة واستمرار العمل سواء دعوى او غير دعوى وتسطر معنى اعظم فى الخروج من كل الصدمات بالله والاستعانة به وفقط

لا ينعزل النبى فى المثالين المذكورين يوسف ومحمد صلى الله عليهم وسلم من هول الصدمة بل يتحرك لما بعدها ومثالك عن حزن يعقوب لا ينافى كلام البوست لأن الحزن واقع فعلا لكن كان عنده ثقة فى الله وإيمان يخليه لحد آخر لحظة يقول عسى الله ان يأتينى بهم جميعا

الرضا بقضاء الله بيخرج الانسان من حوله وتدبيره وتفكيره إلى حيز القدر وبالتالى إيمانك بان اللى حصل كان مقدر وهيحصل مش هيخليك traumatized ولا حاجة لكن ليس بالضرورة ينفى عندك الحزن والألم

المهم ان الانسان يدرك انه بيسير من قدر الله إلى قدر الله … فطول ما احنا ماشيين نحزن ونزعل واحنا ماشيين لا ننعزل ولا نتوقف