من النصائح الشخصية اللي شايف مفيد مشاركتها واحنا في مطلع عام جديد، هي ان بداية اي مشوار جديد في اي شيء ، مهما كان ، شغل او تعلم مهارة او لغة او تخصص او مشروع ، الخ .. لا تنسحب منه قبل ما تكمّل 18 – 24 شهر.
طالما قررت تتعلم لغة، أو انك تنفع لعّيب كورة ، أو عندك مواهب اذاعية ، أو تتعلم برمجة ، أو انك شاعر ، أو تحترف التمثيل ، أو تعمل قناة يوتيوب ، أو تتعلم حِرفة تشتغل بيها. اتوكل على الله ، وادخل في العملية ، بشرط أنك لا تنسحب منها، بمبرر عدم تحقيق نتائج، قبل 18 – 24 شهر.
الانسحاب في حد ذاته شيء كويس ، لا عيب ولا حرام ولا مُخزي كما يردد اصحاب الخطابات التحفيزية العاطفية .. بالعكس، من الحماقة الاستمرار في شيء تأكدت انك فاشل فيه. لكن المهم انك تتأكد انك فاشل فيه فعلاً.
والتأكد انك ناجح أو فاشل في مسار معين محتاج تجربة متصلة زمنياً، لها بداية ونمو ومتابعة وتعديل وتطوير. التعامل مع الاشياء بمبدأ البحث عن نتائج فورية ، هو الفخ الكبير اللي بيقع فيه 90 % من السائرين الى أي شيء. التعامل مع الحياة بمبدأ أنك بدأت شيء الاسبوع دا ، فتشوف نتيجته الاسبوع الجاي بالكتير ، وإلا مش مكمّل وهنسحب.
24 شهر على الأكثر ، ذروة سنامها متابعة يومية ، وأدناها متابعة أسبوعية .. متابعة بمعنى التنفيذ والتعلم وطرق الابواب الممكنة وغير الممكنة ، والخطأ والمحاضرة والتجربة والعيّنة والفيديو، والتطوير والتعديل.
وقتها فقط، اذا لم تظهر لك أي نتائج تُذكر ، أو نتائج ضعيفة جداً غير مُرضية .. انسحب عادي بدون بكائيّات ولطميّات وإحباطات وشوفلك طريق تاني، والحياة تمشي ، وربنا يعوّض عليك ، والحياة كلها سلسلة من طرق أبواب.
لكن انك تقرر انك فشلت بعد 3 شهور محاولة ، معظمها محاولات ضعيفة عشوائية ، نقاط غير متّصلة زمنياً ، وتنفيذ متواضع وانت على السرير. فدا شيء لا ينطبق عليه مفهوم المحاولة بالأساس، بل نوع من خداع النفس يستحيل يوصّل صاحبه لأي طريق، ولو كان عنده مواهب الدنيا والآخرة.
ولو رقم 18 – 24 شهر مدة طويلة في نظرك، فهذا يعني أن اهتمامك او المسعى الذي حددته، انت غير مهووس به كما تدّعي، أو لم تدرس جدواه وتخطط له بما يكفي، انك غير واثق في اهتمامك له للدرجة اللي تجعلك تخصصله سنتين من عمرك بمتابعة يومية أو اسبوعية.
ودا مش عيب، بل درجة عظيمة من مصارحة النفس تستحق الاحترام عليها، لحد ما تتأكد من الحد الادنى لاهتماماتك وتحديدك للاشياء اللي تفيدك.