كنت بقرأ في بحث لطيف اتعمل عل ٤٢ اسره
من ٣ مستويات اجتماعيه مختلفه،
مجموعه من مستوي عالي جدا اجتماعيا و ماديا
و مجموعه من الطبقه الوسطي
و مجموعه من طبقه الدنيا تعيش علي الاعانات،
جميع الأسر عندها طفل عمره من ٧-٩ شهور.
في البداية يتم اختبار الأبوين اختبار لغوي لمعرفة الحصيلة اللغوية لكل أسره، ثم ولمدة عامين و نصف يتم قياس عدد الكلمات التي يسمعها هؤلاء الأطفال وتنوعها داخل أسرتهم،
ثم يتم قياس الحصيلة اللغوية للأطفال عند بلوغ ثلاثة أعوام.
اكيد توقعت هدف الدراسة!،
صحيح الهدف قياس هل المستوي الاقتصادي و الاجتماعي له تأثير علي الحصيلة اللغوية للأطفال ؟،
و تم عمل الدراسة في فترة ما قبل المدرسة ليتم استبعاد أي مؤثرات أخرى.
في النص كده قاسوا كمان عدد المرات الاطفال سمعوا فيها كلام تشجيعي و ايجابي مقابل كلام سلبي.
قبل ما اقولك النتائج خلينا اكلمك عن ما يسمي
بال Matthew effect
دي ببساطة زي ما بتقول الأغنياء يزدادون غني أسرع من الفقراء،
يعني الفارق ما بينهم دائما في ازدياد مستمر،
المبدأ ده موجود في كل شيء تقريبا،
مثلا القاريء الجيد يتطور في القراءة أسرع كثيرا من القاريء غير الجيد لأسباب كتيره أبسطها أنه يقرأ أضعاف ما يقرأ القارئ السيء،
إذا الفجوة بينهم دائما في اتساع.
نرجع بقي للتجربة بتاعتنا،
الأسر من المستوى المرتفع كان عندهم حصيله لغوية أكثر كثيرا من الطبقة الدنيا (غالبا بسبب التعليم)
و أطفالهم سمعوا كلمات اكثر كثيرا من أطفال الطبقه الدنيا (في أحد التقديرات أن الطفل في الطبقة الدنيا يسمع ٣٠ مليون كلمه أقل في خلال أول ثلاث سنوات في عمره) مش بس كده
الطفل في الطبقة العليا سمع كلمات تشجيع أضعاف ما سمع الطفل في الطبقة الدنيا و سمع كلمات سلبية اقل من قرينه في الطبقة الدنيا.
النتيجة النهائية الطفل من الطبقة العليا قبل دخوله المدرسة و عمره ثلاث سنوات عنده حصيله لغويه أكثر من ضعف قرينه من الطبقة الدنيا
و تقريبا ٥٠٪ زياده عن قرينه في الطبقة المتوسطة.
ليست هذه هي المشكله، المشكله الحقيقيه في ال Matthew effect، من الصعب جدا (حتى لو افترضنا أن أولاد جميع الطبقات في نفس المدرسه) على أبناء الطبقة الدنيا تحصيل الفارق،
لكن سيحدث العكس تماما،
سيستفيد الأطفال (هنا نقصد في المتوسط لكن دائما سنجد اطفال مستواهم لا يتحسن) من ابناء الطبقة العليا بهذه الميزة و بدون مجهود اضافي ستزداد الفجوة اتساعا مع الوقت،
ضف على هذا التأثير النفسي لكلمات التشجيع التي حصل عليها أبناء الطبقة العليا ستجد الفارق كبير جدا و في اتساع دائم.
في النهاية الحياه ليست عادله،
ونحن وإن كنا في سباق لكن الحقيقة ان البعض بدأ متقدما عنا،
و البعض الاخر متأخرا،
لا يوجد في الحياة مبدأ تكافؤ الفرص،
إذا فلا تحزن ان سبقك أحدهم ولا تفرح إن سبقت انت أحدهم،
فقط اهتم بنفسك و طور منها،
المهم أن تكون أفضل من نسختك السابقة
هذا هو السباق الوحيد العادل.