–
اتكلّمنا كتير الفترة اللي فاتت عن موضوع #الرؤية
الرؤية يعني تحديد أنا مين – باعمل إيه – باعمله ليه
في استشارة النهارده مع أحد العملاء المحترمين – قال لي ( أنا هدفي أحقّق أعلى جودة )
قلت له ( خلّي هدفك تحقّق أعلى ربح )
قال لي ( الجودة هتجيب الربح )
قلت له ( خلّي هدفك تحقّق أعلى ربح من خلال تحقيق الجودة )
مجرّد تغيير #صيغة_الرؤية – يقدر يغيّر بوصلة حضرتك في شغلك !!
يعني
لو هدفك تحقّق أعلى جودة – ف ممكن جدّا تحقّق دا على حساب الربح – وبكده حضرتك ما تكونش ناجح ك بيزنس
يعني
ممكن تعمل أعلى جودة – بتكاليف مبالغ فيها – ف لإنّك حقّقت الجودة – عمرك ما هتفكّر في سؤال ( كيف يمكننا ترشيد التكاليف مع الحفاظ على الجودة )
ما ينفعش تقلّل التكاليف من غير ما تقلّل الجودة
لأ ينفع
ينفع لو التقليل ده جه عن طريق ( ترشيد )
مش كلّ تقليل في التكاليف هو اقتطاع من الجودة – ممكن أقلّل التكاليف عن طريق إنّي أرشّد استهلاك الطاقة مثلا – عن طريق إنّي أقلّل الهدر في المخزون
بل إنّي ممكن أرفع الجودة – ف تقلّ المرفوضات – ف تقلّ التكاليف
يعني ممكن تقليل التكاليف يحصل مع رفع الجودة !!
مش مع مجرّد الحفاظ عليها
لكن !!
إنتا ما كنتش هتفكّر في ده أصلا لو كان هدفك هو الجودة فقط
شيء تاني مهمّ جدّا – ألا وهو
إنّي لو هدفي الجودة – وحقّقت الجودة فعلا – ف ممكن ابتدي اتدلّع – فالجودة تنزل !!
لكن – لو هدفي تحقيق أكبر ربح من خلال الجودة – وحقّقت الجودة فعلا – مش هريّح بقى – هحافظ على الجودة عشان أحافظ على الربح
هدف الربح هيصنع عليك التزام – هذا الالتزام لا يصنعه عليك هدف الجودة
تخيّل واحد عاوز يرسم لوحة جميلة
ممكن يشتغل النهارده – بكره مالوش نفس للشغل – مش هيشتغل
لكن – لو كان هدفه عمل ( أغلى ) لوحة – هيشتغل ليل ونهار عشان يخلّصها
ثالثا /
هدف الربح يمكن قياسه – بينما – هدف الجودة ممكن يكون مضلّل !!
يعني – ممكن ما اكونش باعمل أحسن جودة ولا حاجة – وواهم نفسي إنّي باعمل أعلى جودة
والناس بتشتري فعلا – بسّ مش عشان الجودة – ولكن عشان أنا ببيع رخيص – ما انا مش فارق معايا الربح
لكن – لو هدفك تبيع ( أغلى منتج ) – ف إنتا مش هتعرف تخدع نفسك في جودته – لإنّك ببساطة ( مش هتعرف تخدع الناس وتاخد منهم فلوس مقابل منتج غير جيّد ) – القطنة ما بتكدبش – والسوق مراية
ف – هدف الربح يصنع الجودة بردو – زيّ ما الجودة تصنع الربح
قارن مثلا بين واحد زيّ عمرو دياب – وبين واحد زيّ عليّ الحجّار
وخلّينا ناخد مثال على الموضوع ده ب عمرو دياب وعليّ الحجّار
عليّ الحجّار كان عاوز يعمل أجمل أغنية – لكن عمرو دياب تاجر – كان عاوز يعمل أكبر ربح من الأغاني
مع اعتراضنا على موضوع الأغاني نفسه – لكن لمجرّد التمثيل
ف واحد زيّ عمرو دياب – كان بيعمل الألبوم فيه أشكال موسيقيّة متنوّعة – ف لو كلّ شكل بيعجب 10 % من الجمهور – ف الألبوم اللي فيه 10 أغاني مختلفين – هيعجب 100 % من الجمهور
دا معنى إنّه تاجر
ثانيا – عمرو دياب كان بيشتغل كلّ سنة يشوف الجديد إيه – مش الجميل إيه
ف ال 100 % اللي معاه – الجيل اللي بعدهم هيبقوا ال 100 % بتوعه معاه بردو
بينما عليّ الحجّار مثلا كان معاه 10 % من جيل التمانينات – كمّل معاه 5 % من جيل التسعينات – ومع الألفينات خلاص بحّ شكرا
ثالثا – عمرو دياب شغله أجبره يعمل الجودة !!
ما انتا هتبهرني ازّاي لو ما بتعملش أجمل أغنيّة شرقيّة – يبقى هتبهرني بالإخراج
إخراج الموسيقى
حتّى إخراج الصوت نفسه – عمرو دياب بيعمل في الألبوم شغل 10 مطربين – حرفيّا
يعني فيه مقاطع كتير من أغانيه بيبقى مغنّي المقطع ومسجّله على طبقات مختلفة – والطبقات دي بتتدمج على بعضها – ف يطلع لك صوت مبهر
ودا سرّ إنّه في اللايف بيكون أقلّ من الألبوم – لإنّه في الألبوم عامل إخراج قويّ جدّا ما ينفعش يعمله بصوته العادي
ف هنا – هدف الربحيّة – أجبر عمرو دياب يبالغ في الجودة !!
أجبره يجيب عازفين غربيّين مثلا – يجيب الجيتاريست من أسبانيا مثلا – عشان هوّا عاوز يبهرك بالموسيقى
بينما عليّ الحجّار ممكن يغنّي على تخت بسيط – تخت شرقيّ – مونوفونيك – يعني كلّ آلة بتعزف نفس اللحن اللي بيغنّيه المطرب – مراهنا على إنّ الجمهور ( حابب ) اللون ده – ف ما فيش داعي نفرهد نفسنا
لكن – عمرو دياب بيغنّي على حاجة اسمها هارموني – يعني ممكن 3 آلات بيعزفوا ألحان مختلفة راكبين على بعض – دا محتاج مجهود في الإخراج !!
أنا بشوف بوصلة الربح هي البوصلة الرئيسيّة – مش عاوز اقول الوحيدة
بل إنّي ممكن أبالغ واقول الوحيدة !!
خلّي بوصلتك الربح – وبوصلة الربح هتظبط لك كلّ البوصلات التانية اللي بعد كده
وطلّع من دماغك إنّ فيه تعارض بين الربح وبين الجودة – أو بين الربح وبين الأمانة مثلا
يعني ما تتخيّلش إنّه عشان تكسب كتير لازم تغشّ في المنتج مثلا
بالعكس – إنتا لو مش أمين – هتخسر – ف من مصلحة الربح إنّك تكون أمين
خلّي بوصلتك الربح – وهيّا هتظبط لك كلّ البوصلات
#الربح_هو_البوصلة
المصدر: المقالة بتكلم الشخص صاحب المصنع/المستثمر، فالمهم تفهم الفكرة منها، وتشوف ازاي تغير فيها بما يتناسب معاك.
بس متخليش الفكرة الاساسية تنسيك الموضوع الاهم (القيم والاخلاق)، لان لو المقياس بقي الربح بس (في اي مجال او تخصص تاني) ممكن تلبس في الحيط..او الاسوء ممكن تتحول لشخص جشع/اناني/حرامي