يظن الكثير أن الرقة والبكاء هما الخشوع ، وان ذلك دليل القبول ، وعدمه دليل الحرمان ..
وهذه أوهام تقطع العابد عن السير إلى الله …
فالدنيا ليست محلا لنعرف فيه رضا الله تعالى أو قبوله للعبد ، بل حياة الإنسان كلها بين خوف ورجاء ، يرجو القبول ويخشى الطرد والحرمان ، فلا يجزم بالقبول إلا شقي ، ولا يديم الخوف إلا يائس ، ولا يركن لعمله إلا مغرور.
فمنازل العباد عند ربهم محجوبة ، وخواتيم الأعمال مجهولة.
والمطلوب من الإنسان أن يستقيم على مقتضى الأمر والنهي ظاهرا ، وينشغل بعمارة القلب باطنا ، فإن لم يعمر قلبه بمعرفة ربه ، فلا يقطع جوارحه عن القيام بأمره .. فإن بقاء الصورة وإن بلا روح أهون من موت الصورة والمعنى .
وهل تدب الروح إلا في الصور القائمة ؟! ، فإن ذهبت بصورة العمل ، فأين يأتيك الفهم ويقذف في قلبك نور الإيمان ؟ أفي نومك أم في غفلتك ، فنكون كمن يطلب الماء من الصحراء والنهر أمامه!
الرقة والخشوع أرزاق قد تعين المبتدي أو تسري عن التائب ، ولكن المقصود هو القيام بالعبودية وإتعاب النفس لتخضع لربها وتنخلع عن هواها …فكن عبدا لله على ما أراد لا على ما تريد.
https://www.facebook.com/Alaa.m.abdelhameed/posts/1421613214531274