لو كل اهالي العيال اللي في الفصل عاوزه ابنهم يطلع الاول و الفصل في ٢٥ واحد
في ٢٤ واحد هيحبطوا
و واحد بس هيكون الاول
فانت بتعشم ٢٥ واحد بحاجة احتمالية حدوثها اصلا ١/٢٥
ده مش محفز على فكرة
فكرة المنافسة على اد ما الواحد كان ميالها زمان و بيحبها
اكتشف انها من اكتر الافكار المدمرة
انا بنافس مين و على ايه
يعني ايه احتمالية مثلا اكون اغنى واحد في العالم؟
هي احتمالية شبه منعدمة
طب هل انا عاوز ابقى الاول في مجالي؟
في دراستي؟
في فلوسي؟
في خدمتي؟
ايوة الاول على مين؟ و لو بقيت اغني واحد في معارفك مثلا و اتعرفت على ناس جديدة و اكتشفت ان دخلك مقارنة بيهم مخليك كحيان جدا
ايه اللي حصل ساعتها؟
يا هتحبط و تكتئب يا تحاول تبقى اغنى
و عيد بقى الدورة دي الى مالا نهايه
المقارنة و المنافسة مرض العصر ده
مرض حقيقي
كنت بقرا كتاب من فترة اسمه The courage to be disliked
او الشجاعة في ان تكون مكروها
و في النص كان كاتب نظرية قالها عالم النفس الفريد ادلر
و ان المنافسة مش غرض الحياة
مفيش استفادة في انك تختار عينة عشوائية و تنافسهم فتحس باحساس مزيف بالتفوق
دي اشتغالة
و رسم صورة كدة كانت بالنسبالي اول مرة اشوفها
قال تخيل الحياة زي الملعب و انت باصص عليه من فوق
و كل واحد عنده اتجاه و ماشي فيه
اللي ماشي غرب و اللي ماشي شرق و اللي ماشي شمال شرق
كل واحد بدا في وقت و رايح اتجاه
مين فيهم بينافس مين؟
محدش
مين هيكسب السباق؟
محدش
عارف ليه
لأن مفيش سباق
الحياة مش سباق اصلا
و غلطان اللي فاكرها كدة
المنافسة مش هدف الحياة
انا اتعلمت الدرس ده بصعوبة شديدة و خساير ضخمة
بنافس عمال على بطال
بسابق مين معرفش
بس فهمت ان المبدأ نفسه فيه خلل
مبدأ المنافسة اصلا غلط
السؤال غلط
خليك مترفق بنفسك
مدام انت مجتهد و بتعمل اللي عليك
استمتع بالنتيجة اللي بتوصلها
و لو هتقارن نفسك بحد خليها تقتصر انك تتعلم منه حاجة حلوة لو رحلتكم و مشواركم زي بعض
لكن تقارن نفسك بغيرك و تشوف انت اعلى ولا اقل ده مرض
و محاولتك تبقى الاول و تزاحم و تتخانق عشان توصل ده تخلف رسمي
لان حتى و لو افترضنا انك وصلت و بقيت الاول في اي مجال انت عاوزه
هتفضل الاول اد ايه
و زدت ايه كانسان لما بقيت الاول
و هل ده الي كان نفسك فيه؟
و خسرت اد ايه قدام وصولك للمركز ده؟
الحياة مش سباق لازم نقعد نتنافس فيه على مراكز وهمية و نخسر الاستمتاع باللحظات العادية!