خلال الأسبوع اللي فات قعدت مع اتنين رجال أعمال في جلستين مختلفتين، وفي المرّتين أثير موضوع ( العمّال ) ومشاكل العمّال وفي الجلستين كان اقتراحي للتغلّب على مشاكل العمّال هو
( نظام التكافل )
مشكلتنا مع موضوع العمالة – هو إنّنا بنحاول نحلّها بعيدا عن مصدرها، حاجة كده زيّ الفرق بين علاج السبب وعلاج العرض
يعني واحد عينه بتوجعه وعاملة له صداع، فبدل ما نعمل له نضّارة، إحنا بنعطيه إسبرين للصداع
مشكلة العمّال مش في المرتّبات، مشكلة العمّال هي إنّ العامل منهم بقى ( زومبي )، الأحياء الأموات، العامل بيبقى قايم من النوم
أصلا مش عايز يقوم من النوم
نازل من البيت مش عاوز ينزل،
جاي لك الشغل مش عاوز ييجي،
بيدخل يشتغل ( ما بيشتغلش )،
إنتا تقعد تلفّ حولين نفسك بقى – وتحاول تشوف إيه الحلّ
طب أزوّد له المرتّب – طب أشتمه – طب أطرده – طب أمضّيه على شرط جزائيّ لو ساب الشغل – طب وصل أمانة وأسجنة – طب آخده فوق سطح المصنع وأقلّعه ملط وأصوّره
اعمل اللي تعمله، هوّا مش هيشتغل بردو، العامل ده ( ميّت )
لكن عزائي وأنا باكتب البوست ده إنّي في الآخر هوضّح إيه الحلّ
( الجزئيّ المتاح )، لإنّ ما فيش حلّ كلّيّ – أو بمعنى أصحّ – إنتا ما تقدرش على الحلّ الكلّيّ
بادئ ذي بدء كده فالبيزنس هو التفويض، حاجة كه زيّ الكورة إجوان – الدين المعاملة – حطّ معاهم البيزنس التفويض، فحضرتك من غير العامل ما فيش بيزنس
العامل ده من أوّل عامل الأمن لحدّ المدير التنفيذيّ للمصنع لو إنتا المالك، كلّ واحد من دول عامل – وكلّهم ( أموات )
فإنتا هتعمل ( البيزنس التفويض ) إزّاي واللي تحت إيدك أموات، أوّل كلمة في كتاب الإدارة – أيّ كتاب – هي تعريف الإدارة
هتلاقيه بيقول لك الإدارة هي توجيه ( الناس ) لتنفيذ مهامّ مفيدة، فهمّا فين الناس حضرتك عشان نتناقش عن الإدارة ؟!
طيّب، إيه اللي موّت الناس دي ؟
اللي موّت الناس دي هي ( الدولة )، الدولة يوم بيوم بتنتقص من ( ما هو بداخل ) الإنسان
تخيّل الإنسان ده ضرس، عارف لمّا ضرسك بيسوّس – وتروح للدكتور عشان يعمل لك حشو عصب، الدكتور الأوّل بيفوّر الدرس ده من جوّا، بيخلّيه زيّ البرميل الفاضي، وبعدين يملاهولك مادّة شبه الجبس كده
اللي بيحصل من الدولة مع الناس يوم بعد يوم – هو بالظبط اللي بيعمله دكتور الأسنان مع ضرسك، الدولة بتفوّر الإنسان من الداخل – واحدة واحدة، لحدّ ما الإنسان ده بيبقى هيكل ( وعاء فارغ ) – أي نعم عايش – بسّ ميّت – زومبي
فبيقوم من النوم الصبح ( مش عاوز يقوم )
بينزل من البيت ( مش عاوز ينزل )
بييجي الشغل ( مش عاوز ييجي )
بيدخل المصنع ( ما بيشتغلش )
لو إنتا مش واقف على دماغه – مش هيشتغل
وهوّا أنا لمّا أسيب مكتبي وأنزل أقف فوق دماغ العمّال عامل عامل بقى ؟! – يبقى فين التفويض – يبقى فين البيزنس
أنا عاوز العامل يعرف مطلوب منّه إيه – في مقابله راتبه كذا
يعمل المطلوب منّه – ياخد مرتّبه – وصلّى الله وبارك
أنا مش هاتجوّزه
لأ يا فندم – مش هيعمل كده – لإنّه من جوّا فاضي
الأستاذ صابر مشهور عمل حلقة عظيمة عن كيفيّة انتصار المسلمين
حطّ 7 عوامل للانتصار
وفضل مشوّقنا بالعامل رقم 1
وبعدين في آخر الحلقة قال إنّ السبب رقم ( 1 ) انتصار المسلمين كان
( الإنسان )… صناعة الإنسان
الإسلام اللي جه قال ( ذمّة المسلمين واحدة – يسعى بها أدناهم !!! )
يعني إنتا عامل نظافة – ليك في دولة الإسلام نفس القوّة اللي لأمير الجيش – ده معنى ذمّة المسلمين واحدة
يسعى بها أدناهم – يعني لو إنتا أقلّ فرد في الدولة – وقلت ( فلان في ذمّتي ) ما يقدرش حدّ يعتدي على فلان ده…إيه الشخصيّة دي ؟!
تخيّل الإنسان المسلم في اللحظة دي هيكون من جوّا عامل إزّاي
حاسس بإيه… حاسس بـ ( الامتلاء )
فاكر مثال الضرس الفاضي، ده العكس، ده إنسان حاسس بالامتلاء
لمّا واحدة ستّ يلجأ لها أحد الكفّار ويقول لها ( الحقيني )، فتطلع تقول للرسول صلّى الله عليه وسلّم ( فلان استجار بيّا وأنا أجرته )
فالرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول لها ( لقد أجرنا من أجرتي !!! )
يعني طالما إنتي قلتي كلمة راجل – إنّ فلان ده في حمايتي – يبقى في حمايتك – وما حدّش من المسلمين يقدر يمسّه !!!
أيوه هيّا واحدة ستّ – بسّ قالت كلة راجل – وكلمة تمشي على الرجّالة اللي شايلين سيوف !!!
قول لي كده لو سمحت شعورها وهيّا راجعة بيتها هيكون إيه ؟!!!
يكون شعور بـ ( الامتلاء )، إنسان حاسس من جوّاه إنّه مليان عظمة
يا راجل دا فيه راجل عربيّ الجراد نزل في حوش بيته – وواحد جاي يجري ورا الجراد – فطلع له صاحب البيت بالسيف وقال له ( الجراد ده استجار بيّا – إوعى تقرّب له !!! )
قارن ده بالعامل بتاعك في المصنع وهوّا قايم من نومه الصبح – وهوّ بيفطر – وهوّا جاي لك في المواصلات… ده إنسان مهزوم
ده قايم من النوم الصبح مش ضامن هيعرف يفطّر ولاده ولّا لأ
نازل راكب المكروباص مش متطمّن سوّاق الميكروباص ممكن يشتمه ولّا لأ، ولو شتمه هيقدر يتخانق معاه ويجيب حقّه ولّا لأ
ولو الميكروباص وقف في كمين – بيموت في جلده – ما هو ممكن أيّ أمين شرطة يقول له ( انزل يالا ) – انزل ((((( يالا )))))
وممكن يلطعه جنبه ساعة ولّا ساعيتن كده – ليه ؟! – كده
ولو اتكلّمت، طب خد الكبّاية دي شخّ فيها يا روح أمّك هنعمل لك تحليل مخدّرات… كبّاية !!!
فين ؟؟
في أيّ جنب – إيه – آجي أشخّخك – أجيب لك القصريّة يا روح أمّك
يروح يتبوّل في الكبّاية في قارعة الطريق زيّ الكلاب
ويقول له ما تبقاش تعرّضها تاني يا كتف أمّك – بدل ما المرّة الجاية أجيب أمّك تشخّ بدالك… وبعد ساعة ولّا ساعتين يعفو عنّه أمين الشرطة
هيسمع شتيمة أمّه – وهيمشي !!!
وبعد ده… بييجي العامل ده يدخل مصنعك
عاوزه يغيّر لبسه ويلبس أفرول الشغل ويعمل إيه ؟!!!
زوّد له المرتّب… هيحصل إيه بردو ؟!
هتزوّد المرتّب لإنسان ميّت – زومبي ؟!!!
الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال ( من آذى مسلما بغير حقّ – فكأنّما هدم بيت الله )
ييجي بعده سيّدنا عمر على نفس الهدي – الخليفة الراشد المهديّ – فيقول ( لإن تمالأ أهل صنعاء على قتل رجل واحد – لقتلتهم به جميعا )
يعني لو أهل صنعاء كلّهم اشتركوا في قتل شخص واحد – كلّهم هاقتلهم مقابل الواحد ده
قول لي لو سمحت شعور الإنسان المسلم في الوقت ده يكون إيه
لمّا الرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول له كرامتك من كرامة الكعبة !!!
وسيّدنا عمر يقول له لو مدينة بحالها وقفت لك ما تقدرش تقتلك – ولو قتلتك هبيدها كلّها عشان خاطرك إنتا لوحدك
وقارن ده بشعور اللي كان من ساعة واقف يشخّ ورا شجرة عشان أمين شرطة مش عاجبه منظره ع الصبح – وكويّس إنّه لقى شجرة
لمّا شابّ صغيّر ييجي مع قومه ويقف متحدّثا عنهم – فيقال له ( أليس في القوم من هو أسنّ منك ؟! )
يعني ما فيش حدّ أكبر منّك في السنّ يتكلّم
فيقول هذا الصبيّ الصغير ( إذا ملك الإنسان قلبا حافظا – ولسانا لافظا – فقد استحقّ الكلام )
يعني إنتا مالك ومال سنّي – ليك عقلي حافظ وفاهم – ولساني فصيح وبليغ – يبقى أتكلّم وإنتا تسمعنى
لمّا أغلط في الكلام قوّمني – لكن مالكش دعوة صغير ولّا كبير – ده مش شغلك… الصبيّ ده هيكبر يبقى إيه ؟!!!
ولمّا طفل صغير بيلعب مع أصحابه في الشارع – فيمرّ عمر -المهيب- فالأطفال تجري من هيبته – ويفضل واقف طفل صغيّر، فسيّدنا عمر ينزل على ركبه ويقول للطفل – ليه ما جريتش زيّ أصحابك ؟!
فالطفل يقول له – أنا ما عملتش حاجة غلط عشان أجري – والشارع مش ضيّق عشان أوسّع لك، فسيّدنا عمر يقبّل يد الطفل الصغير
الطفل ده لمّا هيكبر هيبقى إيه ؟!!!
ما تستغربش بقى لمّا تشوف الطفل ده وهوّا كبير مش محتاج حدّ يصحّيه من النوم، ولا محتاج حدّ يقول له اشتغل عشان يشتغل
ولا حدّ يقول له حلّل لقمتك – هوّا هيشتغل من نفسه – وهيعمل كلّ حاجة من نفسه… لإنّه من جوّا ( مليان ) – ليه بتقارنه بالضرس المخليّ – بالإنسان الزومبي بتاع النهارده ؟!
الإنسان ده – اللي اتصنع على الكرامة دي – ما تستغربش منّه لمّا يبقى كبير ويقول للرسول صلّى الله عليه وسلّم يوم بدر ( إنّ هذا المنزل ليس بمنزل !!! )
يعني التمركز بتاعنا ده غلط، بيقول لمين ؟!
للرسول صلّى الله عليه وسلّم !!!
راجل بيكلّم راجل،
استأذن الأوّل
– هل ده شرع ودين ووحي ؟
– فالرسول صلّى الله عليه وسلّم قال له لأ
تمام – يبقى كده ( أنا راجل بكلّم راجل ) – وبقول لك ( المكان ده غلط )
فالرسول صلّى الله عليه وسلّم قال له ( والصحّ إيه ؟ )
فقال له ( نتحرّك ونعمل كذا وكذا – ونتمركز في المكان الفلانيّ )
فالرسول صلّى الله عليه وسلّم يقول له ( لقد أشرت بالرأي )
يعني ( هوّا ده الكلام ) – أو هو كما قال صلّى الله عليه وسلّم
ويأمر الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم الجيش كلّه يتحرّك بناءا على رأي فلان.
فلان ده بقى – كان عامل من جوّا إزّاي قبل ما يتجرّأ ويتكلّم كده
– هل إنتا متخيّل إنّ ده كان إنسان مهزوم من جوّا ؟!!!
لو بحثت ورا كلّ عامل ( مزهّقك ) في الشغل – هتلاقيه في بيته كده – في بيته مهزوم – في شارعه مهزوم – مهزوم وهوّا جاي لك في الميكروباص – فبيوصل المصنع مهزوم – مطفي
ولو بحثت ورا كلّ عامل بيعجبك إخلاصه وأمانته – العامل اللي بتقول عليه ( دا مش محتاج حدّ يشغّله ) لو بحثت وراه – هتلاقيه في بيته كريم – وفي شارعه كريم
شوفه يوم الجمعة ساعة الصلاة – هتلاقيه لابس جلابيّة مكويّة – وطالع من المسجد وشّه بشوش بيسلّم ع الناس كإنّه عضو مجلس شعب – لإنّه في أهله كريم
هتلاقيه جاي الشغل بعربيته – أو ع الأقلّ بموتوسيكل – ما بيتهانش في المواصلات – هتلاقي له عمّ رتبه – أو خال مستشار – عارف إنّه يوم ما هيتهان هيلاقي اللي يجيب له حقّه
زوجة أبي الله يرحمه – إنسانة كريمة – باستغرب منها في أحيان كتير !!!
رغم بساطتها – إلّا إنّها ممكن تلاقي اتنين رجّالة بيتخانقوا تحوشهم من بعض – والرجّالة واقفة خايفة تتدخّل !!!
في يوم واحد غريب من البلد سايق تكتك واتخانق مع حدّ من البلد – لقيتها داخلة تحوش عن الولد الغريب – وحاشت الشاب اللي من بلدنا اللي كان عاوز يضربه – وقالت لسوّاق التكتك امشي يا ابني ما حدّش هيكلّمك !!!
والولد مشي فعلا وما حدّش كلّمه
ارجع لأصلها بقى – هتلاقيها بنت راجل كريم من البلد – اتربّت في بيت أبوها على العزّ – ما اتهانتش في يوم – فده بيسمّع معاها في شخصيّها – بتبقى ( مليانة ) من جوّا
قارن ده بواحدة شغّالة في المصنع عندك لإنّ جوزها عويل ما بيصرفش على البيت ولّا مدمن، وهيا لو سابت الشغل عيالها هيجوعوا
عاوزها تكون مليانة من أيّ اتّجاه يعني – دي هتكون مليانة قهر !!!
فيه مشاهدات تدلّ على كلامي ده
أوّلها: أنا كنت ظابط في الجيش – في وحدة أشبه ما تكون بمصنع
لو قارنت مستوى العمّال اللي كانوا معايا – بمستوى العمّال برّا – هتلاقي إنّ العمّال اللي كانوا معايا في الجيش ( كان اسمهم صنّاع ) هتلاقيهم ما كانوش زومبي… ليه ؟!
لإنّ ببساطة ده فرد في الجيش
بييجي الوحدة متطمّن إنّ ما فيش كمين هيوقّفه
ما فيش أمين شرطة هيقلّ أدبه عليه – دانا أقلّ أدبي على وزير الداخليّة شخصيّا، متطمّن إنّ المرتّب موجود آخر الشهر،
متطمّن إنّ قبل رمضان هيجيله الياميش – مش هيتحرج مع مراته لإنّه مش قادر يجيب الياميش السنة دي
قبل العيد هتجي له منحة أو مكافئة – مش هيتحرج قبل العيد قدّام بنته الصغيّرة لمّا تقول له ( عاوزه صندل العيد يا بابا )
قارن ده بقى بعامل في مصنع !!! هتلاقي العكس من كلّ ده !!!
بافتكر لمّا كان بيجي لنا شغل متأخّر في الجيش – أي نعم العمّال كانوا بيكونوا متضايقين – بسّ كنّا بنسهر عادي نخلّص الشغل
أنا فاكر أيّام القلق بتاع 30 يونيو سهرنا للساعة 2 الفجر بنخلّص في شغل حواجز المطلوب تتحطّ الصبح قدّام المطارات
ومقابل ذلك – التمام بتاعنا بقى الساعة 9 بدل 8.. بسّ كده
لكن الناس كانت عادي – تسهر تشتغل عادي – ولا كان فيه بدلات ولا أوفر تايم ولا حاجة – بالكتير ممكن تاخد يوم أجازة زيادة – منحة،
قارن ده بعامل عندك في المصنع – مستحيل
لو سهر ساعتين هينام ف الخطّ أصلا – حتّى لو هتعطيه أوفر تايم الساعة بيوم.. طب إيه الفرق ؟ – ما هوّا هوّا نفس الإنسان !
لأ، حاسب… مش هوّا هوّا
قلت لك الأوّلاني مش مهزوم
التاني مهزوم – مخلي من جوّا زيّ الضرس – زومبي، لمبة محروقة وإنتا فاكر إنّك لو زوّدت لها الفولت هتنوّر – اللمبة أساسا محروقة يا بيه !!!
وعندي على ذلك شواهد أخرى،
ليه اليابانيّين والألمان بنوا بلادهم تاني بعد ما كانت اتدكّت فوق إدمغتهم في الحرب العالميّة التانية ؟!
لإنّه ببساطة – خلال الحرب العالميّة التانية – الناس دي كانت اتملت من جوّا، اليابانيّ كان حاسس إنّه شبه إله – لدرجة إنّهم ظهر عندهم فرقة الكاميكازي – دول كانوا ناس بيدخلوا بطيّاراتهم في السفن الأمريكيّة
مش بيضربوا الطيّارة بالقنابل – لأ – دا بيرشق بالطيّارة نفسها ( وهوّا جوّاها ) في السفينة الامريكيّة !!! وصلوا لكده إزّاي ؟!!!
اتقال لهم إيه شحنهم من جوّا كده ؟!!!
هل العسكريّ الياباني كان بيتعامل على إنّه نمرة ؟!
عارف يعني إيه عسكريّ نمرة ؟
يعني إنتا رقم في الكشف
هل العسكريّ اللي كنت هتعامله كده – عسكريّ مستجدّ شخّاخ – كان هيرمي نفسه في الكاميكازي
كاميكازي مين يا عمّ الحاجّ ؟!!! – دا إنتا كنت هتقوم الصبح على رأي القرموطيّ تلاقي الجيش انسحب بسلاحه بكلّ حاجة
ما هو الانسحاب ده من إيه – من الهزيمة – من التفريغ اللي حصل للعراقيّين على إيد صدّام – فتقوم الصبح لا تلاقي الجيش ولا الشعب
الألمان كانوا أنيل – هتلر نفخ فيهم لحدّ ما حسّسهم إنّهم فعلا دمّهم أزرق مش زيّنا، فيه قائد سفينة ألماني بعد ما اتهزم وانسحب بسفينته – نزّل العساكر بتاعته على الأرض – وانتحر
عاوز يقول ( أنا ما انسحبتش عشان خايف على نفسي من الموت – أنا أنقذت جنودي – لكن أنا مش خايف على حياتي – آهي – وقام قاتل نفسه )… الشخصيّة دي كانت اتملت لحدّ فين ؟!
عاوز تعرف – أقول لك أنا
أنا أعرف بشكل شخصيّ اتنين من المجموعة 39 قتال
ولو ما تعرفش المجموعة 39 قتال – فدول الكاميكازي كانوا يعملوا لهم شاي.. أعرف اتنين منهم من المنصورة – من خلال إنّي كنت مدرّب مساعد في فريق الكاراتيه في استاد المنصورة – وهمّا كانوا بييجوا الفريق أحيانا لإنّهم كانوا أصدقاء الكابتن بتاعي، وفي يوم اتكلّمت كلام طويل مع واحد منهم – عن اللي كانوا بيعملوه ما بين 67 ل 73
الناس دي كانت بتعدّي القناة عوم – تدبح زيّ ما تدبح من العساكر الإسرائيليّن – بالسناكي ( السكاكين يعني ) فقط – من غير بنادق – عشان الدوشة وكدهوّت، وتقطع ودن العسكريّ الإسرائيليّ اللي تقتله – كدليل على عدد العساكر اللي قتلوهم في الليلة دي
فكلّ واحد يبقى راجع بكيسة فيها ودان – اللي جايب خمس ودان واللي جايب سبع ودان وهكذا.. وإنتا بتتكلّم مع حد منهم – تحسّ إنّ عينه بتطلّع شرار
عارف الباب المتوارب ؟!!!
عارف لمّا تكون واقف قدّام قوضة ضلمة وبابها متوارب وبتبصّ جوّا
ده الشعور اللي تحسّ بيه لمّا تبصّ في عين حدّ منهم
وتبقى عاوز تبعد عينك عن عينهم – خصوصا وهوّا بيحكي
لكن – مش ده الشاهد
الشاهد هو إنّه في يوم من الأيّام اتضربت طائرة اسرائيليّة فوق القناة – واللي كانت سايقاها واحدة ستّ، سقطت بالبراشوت في وسط القناة
فالشخص اللي كان بيحكي لي ده نزل القناة وجابها، قعدت معاه شويّة وحكت له إنّها أمّ وعندها أطفال وبتاع، فخدها في الزودياك ( اللانش يعني ) وراح البرّ التاني للقناة
لحظة من فضلك
– راح فين ؟ عند الإسرائيليّين ؟
– يعني ما خافش يقتلوه
يقتلوه مين يا عمّ الحاجّ
دا راح أسر عسكريّ من معسكره في سيناء وجابه هنا – ولمّا لقاه متصاب ودّاه المستشفي، بعد كده راح له زيارة وواخد له ورد !!!
العسكري الإسرائيليّ قال له إنتا ضربتني إزّاي، وجبتني هنا إزّاي
قال له إزّاي
إزّاي – ضربتك عادي
عادي إزّاي – أنا بطل إسرائيل في المصارعة !!!
المهمّ – نرجع للستّ اللي رجّعها للإسرائيليّين دي
بقوا الإسرائيليّين يجوا له هنا يعزموه يروح يتغدّى معاهم عشان الموقف ده، لكن – بردو – مش ده الشاهد
الشاهد إنّ الشاذليّ – رحمه الله ( بالمناسبة – لمّا بقول اسم حدّ بدون ألقاب – فدي أعظم طرق التعظيم عندي – لمّا أقول لك عمر – من غير ( سيّدنا ) – يبقى أقصد أقول عمر – العلم – اللي لمّا يتقال عمر – يبقى إنتا عارف وأنا عارف والعالم كلّه عارف مين عمر )
فالشاذليّ بيمرّ في يوم على القناة – قال له يا مؤمن – إنتا رجّعت البنت لإسرائيل – فقال له أيوه – قال له ماشي
فين الشاهد بقى ؟!!!
الشاهد إنّ إنتا يا مؤمن ( اسمه محمّد مؤمن ) من حقّك تاخد قرار ترجّع واحدة طيّارة لإسرائيل عادي – إنتا ليك الحجم ده والوضع ده
الستّ الطيّارة دي اللي كان ممكن السادات يفاوض بيها وياخد بدالها محافظة كاملة من إسرائيل – إنتا شايف إنّك ترجّعها – براحتك – عادي – رجّعها – إنتا باشا تعمل اللي إنتا عاوزه، فهمت إيه الشاهد ؟!!!
الشاهد هو إنّك صنعت الشخص ده – مليته بالشكل ده – فلمّا يعدّي بالليل لوحده يدبح لك عشرين تلاتين عسكريّ إسرائيليّ عادي
كانوا بيتسلّوا ع الحراسات – ييجي من وراه ويكتم نفسه ويدبحه ويقطع ودانه – واللي بعده واللي بعده – لحدّ ما يملى الكيس
ولازم تكون كلّها ودان يمين فقط – أو شمال فقط – عشان نتأكّد لمّا تجيب لنا 5 ودان مثلا إنّ دول بتوع خمس عساكر مختلفين، وأكيد ماتوا – ما هو لو واحد من دول صرخ المعسكر كلّه هيتقلب على أخينا ده ويدبحوه همّا
دي ناس كانت مخيفة !!! – وما زالت مخيفة – بعد مرور 50 سنة من الأحداث دي – لو سمعتهم بيحكوا عنها هتخاف منهم
سألته ( هل إحنا نقدر نبقى زيّكم ؟ ) – قال لي ببساطة ( لأ )
هيّا الإجابة مش دقيقة، الإجابة الدقيقة – ( إنتوا ما عشتوش المواقف دي – فمش هتبقوا زيّنا )
لكن، أيّ حدّ هتعامله المعاملة دي – هتملاه بالعزّة دي – هيبقى كده
وأيّ حدّ هتعامله كده – زيّ ما المواطن بيتعامل دلوقتي – هيبقى كده – زومبي
في أحد المحاضرات في كلّيّة الظبّاط الاحتياط قال لنا المحاضر ( وكان رتبة في الجيش ) قال لنا ( العسكريّ اللي ضربته بالألم – ما تحاربش بيه)، العسكريّ اللي ضربته بالألم – اعتبره مات – اعتبره ( زومبي )
واللي له حدّ من أهله كان عسكريّ في الجيش ما بين 67 و 73 يسأله الظبّاط كانوا بيعاملوهم إزّاي، ليه ؟!
لإنّك محتاج تبني الشخص ده – مش تخليه زيّ الضرس المخليّ اللي دكتور السنان بيفضّيه من جوّا
فلمّا يبقى المواطن مضروب بالألم على كلّ شكل ولون طول اليوم – ما تحاربش بيه، ولا تشتغل بيه
نيجي بقى للجزء الأخير المشرق من البوست، ليه في أوّل سطر من البوست قلت إنّ الحلّ هو ( التكافل )، الحلّ ( الجزئيّ المتاح ) مع العسكريّ بتاعك – قصدي العامل بتاعك – مش إنّك تزوّد له مرتّبه
الحلّ معاه هو ( التكافل )
الحلّ معاه هو إنّك ( تنقل له شعور الاطمئنان )
الحلّ معاه هو إنّه لو اتمسك في كمين تسيب شغلك وتروح تجري تشوف فيه إيه يا ابني، ولو عليه غرامة تدفعها له،
لو رخصته منتهية – منتهية ليه يا ابني – طب خد النهارده أجازة وروح جدّد رخصتك – وخد سلفة من الشركة عشان مصاريف التجديد، واعمل عبيط لمّا هوّا يتأخّر في سداد السلفة
الحلّ هو التكافل – يعني لمّا العامل اللي عندك يجي له مولود ما تقولوش مبارك عليك المولود الجديد وخلاص، ما تعملش بيه وتدّيني جنيه.
قلت لك في أوّل البوست إنّ الشرارة اللي خلّتني أكتب البوست ده – هيّا قعدتي خلال الأسبوع ده مع اتنين رجال أعمال – واتكلّمت في المرّتين عن نفس الموضوع – فأنا مشحون من ناحيته،
الجلسة التانية كانت في شركة بتقفل الساعة 5
أنا قعدت مع مدير الشركة دي للساعة 10
الساعة جات 9 وفيه موظّفة من الشركة قاعدة معانا !!!
ما مشيتش الساعة 5 يعني – ولا قالت في الأوفر تايم
قبلها بساعة، موظّفة تانية كانت لسّه قاعدة
ولقيت مدير الشركة بيكلّمها عن ترتيبات خطوبة أختها بكره
وهيّا بتقول له هخلّص عرض السعر ده دلوقتي عشان مش جاية بكره
قال لها أنا هاعمل عرض السعر بكره الصبح بنفسي
فليه الاتنين الموظّفات دول اتأخّروا كده ؟!!!
مدير الشركة دي كلّمني عن بوست كتبته أوّل الأسبوع عن إنّ الفريق اللي يأسّس معاك الشركة لازم تطرده !!!
ووصف ليّا تعاملاته مع الموظّفين بتوعه – وأنا شفت بعيني، بيقول لي أنا عارف أخو وأخت كلّ موظّف عندي ظروفهم إيه، مش الموظّف نفسه بسّ يعني.. ده اللي اسمه التكافل
لدرجة إنّنا كنّا بنناقش تأسيس مصنع جديد باسم جديد غير اسم الشركة الأصليّ، وصاحب المصنع بيقول لي المهندسة فلانة زعلانة عشان اسم المصنع الجديد هيكون غير اسم مصنعنا الحالي !!!
هيّا أصبحت مرتبطة باسم المصنع !!!
أوّل الأسبوع، بعد ما كتبت البوست بتاع رفد فريق التأسيس ده – كلّمني صديق آخر، قال لي أنا عملت 3 مصانع لغاية دلوقتي – وبأسّس الرابع على مساحة 10 آلاف متر في العاشر – والفريق بتاعي اللي بيأسّس المصنع الرابع هوّا هوّا اللي أسّس ال 3 مصانع الأوّلانيّين
علاقتنا مش صاحب شركة وموظّفين – إحنا في ميكروباص وأنا السوّاق – مش بعاملهم على إنّهم عمّال عندي – لدرجة إنّي واصل معاهم لإنّي أجيب لحدّ منهم عربيّة – وأجيب لحدّ منهم شقّة
الاتنين أصحاب الشركات دول – قلت لهم البوست ده مش ليكم !!!
البوست ده عامّ – وممكن ييجي وقت أشرح فيه إيه نظريّة إنّك تمشّي فريق التأسيس، هيّا مش بالبساطة دي – لكن هجوم الناس على البوست سدّ نفسي عن كتابة بوست الشرح
المطلوب – والشيء الوحيد اللي هيخلّي العمّال عندك يشتغلوا بضمير – هو ( التكافل )
زيّ المثالين اللي حكيتهم الاتنين أصحاب المصانع اللي قلت لهم البوست ده مش ليكم، عاوز تبقى زيّهم ؟
– البنت اللي هتتخطب عندك – روح احضر خطوبتها – خصوصا لو أبوها ميّت – احضر بداله – واقرأ إنتا الفاتحة مع العريس
وهات لها هديّة – وحبّذا لو دهب
وخد كلّ من هو في الشركة عنده عربيّة ملّاكيّ وقّفهم قدّام بيت البنت دي – اعملوا اصطفاف للعربيّات الملّاكيّ قدّام بيت العاملة اللي في مصنعك بتاعك، خلّي أهل العريس يعرفوا إنّ دي بنت ليها قيمة – اعمل لها عزوة.. وقول للعريس لو زعّلتها أنا اللي هقف لك
البنت دي هتيجي المصنع تاني يوم تاكل النجيلة
يوم فرحها اقف جنبها وفرّغ طبنجة في الهوا – قول لعريسها أنا واقف جنبها وباحميها.. هوّا ده ( التكافل )
– ده اللي العامل بتاعك مش هيلاقيه لو سابك وراح شركة تانية
المرتّب تمام – مش هقول لك مش مهمّ – هوّا مهمّ طبعا – مش هنستعبط – لكن الأهمّ منّه هو ((((( التكافل )))))
المرتّب الموظّف هيلاقيه في شركة تانية – وممكن أكتر منّه
لكن التكافل ؟! هيلاقيه تاني فين ؟!
التكافل هوّا اللي هيقاوم الإخلاء اللي الدولة عاملاه في الضرس اللي اسمه العامل، الدولة بتخلي الضرس ده – وإنتا بتملاه تاني – زيّ ما دكتور السنان بيعمل وهوّا بيعالج الضرس
موظّف الاستقبال عندك بيتخانق مع عميل – والعميل قال له إنتا مش عارف أنا مين يالا، قال لك ((( يالا )))
انزل قول له ده موظّف عندي يا ابن الوسخة – وكلمة زيادة هامسح بكرامة أهلك الأرض يا ابن الشرموطة
حصل معايا موقف في الجيش – كنت في مأموريّة مع عسكريّ سوّاق – وفي زحام بين مطارات القاهرة وألماظة وشرق القاهرة – منطقة كلّها لبش يعني – ومليانة شرطة عسكريّة – وواحد ما تعرفش متضايق من إيه – من الزحمة تقريبا – قام شاتم العسكريّ اللي معايا – قال له يا حمار
أنا كسعت باب العربيّة كنت هاخلعه، لو كان حدّ قدّام باب العربيّة وأنا بافتحه كان مات، ونزلت من العربيّة لمحت شرطة عسكريّة على بعد حوالي 100 متر – بدون مبالغة
قلت ( يا شرطة ) اللي في السويس سمعني
والراجل اللي كان شتم العسكريّ ده تقريبا عملها على نفسه في العربيّة لمّا سمع صوتي، رحت له – لقيت شفايفه بتترعش – جيت ع الفاضي – ونزلت من الجبروت اللي كنت فيه ده – وقلت له بكلّ هدوء ( يصحّ اللي إنتا عملته ده )
فالراجل قال لي ( وشفايفه لسّه بتخبّط في بعضها ) قال لي ( يعني يصحّ اللي هوّا عمله )، أنا ما أعرفش العسكريّ كان عمل إيه الصراحة
فقلت له ( أيّا كان اللي حصل – ما يصحّش تقول يا حمار – أنا وإنتا ناس محترمين والمفروض نتعامل باحترام )، فالراجل ده قال لي ( أنا بقول له هوّا – مش ليك إنتا )، فقلت له ((( وهنا الشاهد من القصّة )))
قلت له ( دي مأموريّة وأنا الظابط بتاعها – لو شتمت عسكريّ في المأموريّة بتاعتي تبقى شتمتني – لو غلط فيك قول لي هوّا عمل كذا – لكن ما تشتموش )
الشاهد من الموضوع هو كلمة ( العسكريّ دي معايا – لو شتمته تبقى شتمتني )، كذلك ( الموظّف ده معايا – لو شتمته يبقى كتف أمّك على كتف أمّ الفلوس اللي هتيجي من وراك – والعميل مش على حقّ ولا حاجة )، تخيّل العسكريّ ده كان شعوره وقتها إيه ؟!!!
والموظّف بتاعك هيبقى شعوره إيه وقتها بردو
أنا مرّة ( هزّأت ) عقيد عشان العمّال في ورشتي – طبعا مش هزّأته قويّ يعني – والقصّة طويلة ممكن أحكيها في وقت تاني، لكن خلاصتها إنّي وصّلته بالطريقة إنّي أقول له حضرتك لازم تعتذر للعساكر بتاعتي
وكنت متعمّد أكون واخد عسكريّ من الوحدة معايا عشان يسمعني وأنا بقول للعقيد كده ويرجع يحكي لزمايله
طبعا العقيد مستحيل كان يعتذر – لكنّ بالطريقة بردو وصّلته لإنّه يقول ( دا إنتوا أحسن ناس عندي يا محمود – والوحدة بتاعتك أنا باضرب بيها المثل – أنا بسّ زعّقت لهم عشان بحبّهم )
وده في عرف الجيش يعتبر اعتذار – أي نعم اعتذار بكبرياء – لكنّه اعتذار
والأهمّ – إنّه كان فيه فرد من الوحدة سامع ده عشان يرجع يحكيه لزمايله، فقول لي بردو – شعور الأفراد اللي معايا في الوحدة كان إيه لمّا يعرفوا إنّ الظابط بتاعهم بيدافع عنهم ضدّ عقيد
وأنا كنت ملازم أوّل يعني – ما كنتش لواء – يعني كان ممكن العقيد ده يفرمني – لكن أنا كنت هشغّل العساكر إزّاي بعد ما العقيد ده هانهم ؟!
هيّا دي – الإهانة – اللي بتخلي الضرس – بتفضّيه – بتخلّي الإنسان زومبي، التكافل هوّا اللي بيصنع شعور ( البناء ) – ضدّ الهدم – ضدّ إخلاء الضرس
الشعور ده – هوّا اللي لو وفّرته للعمّال في مصنعك – هيزول شعور ( الموت ) اللي إنتا شايفه منهم، وقلت لك ده حلّ ( جزئيّ ) لإنّ الهدم ما كانش بإيدك إنتا
ولا إنتا تقدر تمشي ورا العامل في كلّ شارع وتمنع عنّه كلّ تجربة بيحصل له فيها تفريغ من الداخل زيّ الضرس
لكن بـ ( التكافل ) ممكن تقاوم هذه المشكلة