التصنيفات
مقالات الضيوف

“أين ترى نفسك بعد 5 – 10 سنوات؟”

السؤال الأهم على الإطلاق

تخيل أن لدينا شخص يرغب في تحديد المسار الأمثل لحياته خلال الـ 50 أو الـ 60 سنة القادمة.

بدون تفكير، يُقررهذا الشخص انتقاء مُراهق عمره 16 أو 17 سنة ليسأله عن رأيه، ومن ثَمَّ يُقرر قضاء حياته بأكملها وفقًا لتوصياته. المُراهق هو شاب عادي تمامًا تم اختياره بصُورة عشوائية، ولا يمتلك أي قُدرات خاصة تجعله مُؤهلًا لإعطاء نصائح حياتية بهذا العُمق أو التداعيات.

سيناريو تخيلي عبثي، أليس كذلك؟

الأكثر عبثية هو أنه ليس تخيليًا. الواقع هو أن الغالبية العُظمى من الأفراد ينفقون 50 أو 60 عامًا من أعمارهم وفقًا لمعلومات وتصورات مُراهق عشوائي عُمره 16 أو 17 عام.

هذا المُراهق هو ذاتهم القديمة، والتي قد لا تُشبه ذاتهم الحالية في أي شيء.

بصفة عامة، أي مرحلة “تنفيذ” لابُد أن تسبقها مرحلة “تخطيط” من نوع ما. إذا كان الفرد في وضع التنفيذ طوال الوقت، فهذا يعني أنه يتحرك وفقًا لخطة ما موضوعة مُسبقًا، وأن هذه الخطة ثابتة ولا تتغير.

وهنا تكمُن المُشكلة. لسبب ما، يتوقف الغالبية العُظمى من الأفراد عن التخطيط لمسارات حياتهم بمُجرد تجاوز الثانوية العامة، أو بعد التخرج من الجامعة كحد أقصى. تتحول أولوياتهم من “اختيار طريق” إلى “الاستمرار في السير على نفس الطريق”، ومن ثَمَّ ينتهي بهم الأمر بقضاء حيواتهم بأكلمها وفقًا لتصورات وضعتها لهم ذواتهم القديمة قليلة الخبرة.

“أين ترى نفسك بعد 5 – 10 سنوات؟”

على الرغم من أن السياق الذي يظهر فيه هذا السؤال عادةّ ما يجعل منه مادة للسُخرية والتهكم، فهو في الحقيقة السؤال الأهم على الإطلاق بالنسبة للفرد. بدون أن يتوقف الفرد بصُورة دورية لفحص مسار حياته ووضع تصورات عن الاتجاه الذي يرغب أن تتحرك فيه، فلا سبيل له لاستعادة السيطرة على مُستقبله أو استغلال الفُرص التي ستُقابله. ستظل حياته أبدًا رهن خطة مُراهق كانه ذات مرة.

المصدر