بوست طويل يبدأ بالكلام عن السوفتوير و يمتد للحياة ككل و معاناتي مع أسئلة آسك:
فيه مقال برنس في إدارة مشروعات السوفتوير إتكتب سنة ١٩٨٦ و بقي من أسس العلم ده كله، لدرجة إن المقال ده ليه صفحة في ويكيبيديا بتتكلم عنه. المقال إسمه شاعري: لا توجد رصاصة فضية No silver bullet.
فكرة المقال إن مشروع السوفتوير عامل زي المذؤوب، نقطة الرعب الرئيسية في المذؤوب إنه شخص مألوف حبوب (أبوك، أخوك، صاحبك) و فجأة يتحول لوحش. مشروع السوفتوير كده، بيكون ماشي بما يرضي الله طبقاً للخطة و فجأة يضرب منك و يتأخر و تظهر فيه المشاكل الكتير، بس وقتها مش هتلاقي رصاصة فضية تموت المذؤوب ده، مفيش حل واحد يحل الأزمة.
الفكرة إن فيه حاجات في مشاريع السوفتوير طارئة أو عارضة Accidents و فيه حاجات متعلقة بروح مشروعات السوفتوير essence، حاجة في عمق تكوين مشروع السوفتوير و تعريفه من الأصل. الحاجة الطارئة دي ممكن تتحل، حتي لو منعرفش ليها حل النهاردة ممكن بكرة نلاقي لها حل (زي إدارة الذاكرة)، الحاجة اللي من روح مشروع السوفتوير دي حاجة عمرها ما هتتحل، زي مشكلة تعقيد التواصل بين أفراد الفريق الواحد. دي مفيش لغة برمجة ولا هاردوير هيحلها في يوم من الأيام.
بالتالي أي واحد عبيط ممكن يبقي فرحان بحاجة جديدة زي لغة برمجة جديدة، و يبقي داخل المشروع بنفسية إن (ما دمت بستخدم اللغة دي يبقي المشروع هيمشي زي الفل)،بعبارة أخري متخيل إن لغة البرمجة دي هتبقي الرصاصة الفضية اللي هيضرب بيها المذؤوب لما يظهر، في حين إن مفيش حاجة في الحياة هتحل المشاكل المتعلقة بال essence، روح السوفتوير، دي مشاكل هتفضل طول العمر، ملهاش حل غير إنك تدير المشروع بما يرضي الله و تاخد كل المشاكل الأصلية دي في إعتبارك و إنت بتدير المشروع. مفيش لغة برمجة، مفيش هاردوير، مفيش أي حاجة هتحل لك المشاكل دي غير حسن الأدارة اللي لازم ياخد كل المشاكل دي في إعتباره و يحاول يمنع ظهورها من الأصل.
من هنا ظهر مصطلح (متلازمة الرصاصة الفضية Silver bullet syndrome) كسبب رئيسي في فشل مشروعات السوفتوير، إن المدير أو المبرمجين معاهم حاجة (لغة برمجة، أسلوب إدارة، الخ) هما متخيلين إنها هتحل كل المشاكل بالتالي يهملوا الصعوبات اللي هي essence في السوفتوير بالتالي يلبسوا في الحيطة.
طبعاً غني عن الذكر إن العيال كانت بتتخرج من الكلية دارسة software engineering و متسمعش عن المقال ولا الفكرة دي ولا اللي كتبه (اللي واخد جايزة زي نوبل كده بتاعة علم الحاسبات). ده كان حاجة كده زي ما تقول أنا درست فيزياء بس معرفش قوانين نيوتن للحركة.
أنا معرفش هل فيه حد مد الفكرة دي لما هو أكتر من السوفتوير ولا لأ، بس يعني أنا مقتنع إنها ممكن تمتد للحياة، فيه مشاكل في الحياة ملهاش حل و مشاكل تانية ممكن تتحل يوماً ما. النهاردة منعرفش علاج للإيدز بس ممكن يوماً ما نعرف، بس محدش ولا النهاردة ولا في المستقبل هيعرف يجاوب علي سؤال من نوعية أتجوز البنت اللي بحبها و أقعد جنبها ولا أسافر أجيب فلوس، أدرس كذا ولا كذا، الخ.
للاسف معظم الأسئلة اللي بتيجي لي علي آسك من النوعية التانية، نوعية الأسئلة اللي ملهاش حل. الإختيار صعب عموماً، أنا فاهم و مقدر، بس مينفعش تيجي تسألني أدرس كذا ولا كذا و إنت بتحب فرعي الدراسة، و مينفعش تسألني أتجوز ولا أسافر و مينفعش تسألني أشتغل الشغل اللي بيديني فلوس ولا اللي بحبه بس مفيش منه فلوس. البشرية عمرها ما حلت النوعية دي من المشاكل و عمرها ما هتوصل لحل نهائي، إنت اللي هتختار و إنت اللي هتتحمل نتيجة إختيارك، و الناس عموماً مختلفين في اللي يحبوه و اللي يقدروا يعملوه فيه ناس ممكن تاخد مخاطرة و ناس لأ، فيه ناس ظروفها محتاجة فلوس دلوقتي، فيه ناس تحب الحياة المرتاحة و ناس تحب تتعب بس تلاقي نجاح، الخ يعني.
بالتالي يعني محدش يتوقع مني أحل مشكلة من essence الحياة، دي مشاكل محدش حلها و محدش هيحلها، إنت اللي هتاخد قرار و هيبقي دايماً فيه تساؤل عن ما إن كان ده قرار غلط ولا صح، هتخسر حاجات لإنك مش هتعرف تاخد كل حاجة و هيفضل دايماً فيه تساؤل عن (يا تري لو كنت عملت غير كده كان جري إيه).
أنا نفسي أبقي مفيد يعني للبشرية و أعمل حاجة مفيدة أقابل بيها ربنا، بس زي ما قلت الف مرة، أنا مش أبو العلاء المعري إللي قال: إني و إن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل، و يعني حتي الأوائل و الأواخر و الله مش هيحلوا الأسئلة دي، بالتالي متتوقعش لما تروح لواحد نص مشهور علي الفيسبوك إنه يحلها لك – سواء أنا ولا غيري. آخري هظرفك رأي قائم علي أولوياتي أنا، يناسبني أنا بناء علي قدراتي و ظروفي و تلبس إنت في الآخر لو سمعت كلامي، بالتالي لو أنا إديتك رأي في حاجة زي كده (خصوصاً و أنا معرفكش و معرفش ظروفك و شخصيتك و قدراتك) فإنت المفروض ترفضه و تتتشكك فيه، مش إنت اللي تيجي تطلبه مني.
أنا معنديش رصاصة فضية للحياة.
https://www.facebook.com/muhammad.adel.754/posts/10155751057991760